كنت أمر صباح الثلاثاء من أمام النصب الشهير وسط العاصمة العراقية بغداد ( نصب التحرير).شاهدت عددا كبيرا من المواطنين يرفعون شعارات تمجد الثورة المصرية وتهتف بسقوط الدكتاتور حسني مبارك الذي قمع الشعب المصري طوال سني حكمه الممتدة لثلاثين عاما كاملة إستهلكت مشاعر ونفوس وأفكار المصريين المحبطين من سياساته البائسة وأفكاره المتردية وتشبثه بالسلطة والحكم وحصر الثروة بيد فئة قليلة من المحتكرين وحرمان الفئات الأجتماعية الأخرى من تلك الثروة التي هي حق لها بحسب التشريعات والدساتير والأعراف والقوانين.
كان الشباب الحاضرون يمثلون أطيافا من المجتمع العراقي جاؤا من مدن مختلفة ورفعوا شعارات وهتفوا بكلمات مثلت روح الأمل بالتغيير والتخلص من الدكتاتوريات التي حطمت الشعوب وإحتكرت الحياة وأسبابها لها ولزبانيتها وللمرتزقة المرتبطين بها.شعرت بسعادة غامرة إن العراقيين وبرغم مايعانونه من مشكلات ومصاعب وتحديات إلا إنهم يمتلكون القدرة على الوقوف بحزم في وجه التحديات وإن همومهم لم ولن تمنعهم من التفكير بمعاناة الشعوب العربية المضطهدة والمكبوتة طوال عقود من الزمن.
من أيام قام المثقفون العراقيون بالتظاهر في ساحة الفردوس الشهيرة وسط بغداد واليوم في الساحة الاشهر وهي ساحة التحرير وهذا دليل على روح الوعي والقدرة على التعبير والحزم في رفض التسلط والدكتاتورية. ماحدث في مصر يمثل انفجارا هائلا دمر عقودا من الحرمان والتسلط والقمع والجوع والكبت وهو مرشح ليكون في بلاد عربية أخرى تعاني الأمرين من دكتاتورية حكامها.تحية للشعوب العربية التي تناضل الان من اجل مستقبلها ولتعلن أنه لاتراجع بل ثورة حتى سقوط الأصنام الحاكمة.
|