أن مأساة يوم الخميس الدامي قد حفرت في القلوب أخاديد عميقة الغور من الآهات والحسرات والدموع الناطقة .  فالمجزرة المؤلمة قد سلبت منا النشوة والابتهاج في ليلة الجمعة لان الكلاب المسعورة والذئاب الجائعة للفتك والدمار قد أثارت في قلوبنا أوجاع الصالحين , وزرعت في النفوس المطمئنة الآمنة الخوف والرعب والهلع واليأس والتدمير . وها نحن  نستقبل يوم الجمعة  والأفئدة ملأى بالحسرات والتنهدات التي تظل تنزف ألما وحرقة على شهداء العامرية ... فأي يوم نحتضن..؟ وأي جمعة نستطيع أن نسرح فيها ونمرح في بلد قد ابتلي بالسفلة والقتلة والمنغصات والمزعجات والقلق والحرمان ..؟؟ فهذا اليوم موشح بالأحزان وفاقد للامان ,  وغاطس في بحر الدماء البريئة . إن المواطن العراقي المتعب والمقهور ما يزال وسيظل مرعوبا وخائفا مما يخبئ له الغادرون والمجرمون والإرهابيون الذين يمتهنون القتل والمضايقة والتشريد ,  ويستبيحون المحرمات ,  ويهتكون الكرامات ,  ويسحقون المقدسات بوقاحة وسفالة وانحطاط  .

إننا نستقبل يوم الجمعة بعيون تذرف الدموع ,  وبصدورٍ تنفث التوجعات ,  وبنفوس تتمرغ على الجمر لفقد الأحبة والإخوان والجيران والأصدقاء الذين يمتازون بالطيبة والبراءة والمحبة والسلام والجمال .

فيا أحبتنا في العامرية إننا نقاسمكم الحزن والأسى على هذا المصاب الجلل الذي تزامن وليلة الجمعة التي طلت علينا وهي مكتسية كساء الفواجع والأحزان , وان مصابكم الأليم الذي هو مصابنا فعلا وبالتأكيد .

majidalkabi@yahoo.co.uk