:- ماذا تفعل؟

قلت:- أحاول يا جد أن أشتركَ في مسابقة فكرية متنوعة، وقد صعُب عليّ سؤال عشبي؟ 

:- ماهو؟

:- نبات عشبي ذُكر في سفر الخروج في التوراة، وجاء أيضا أنه كان يُقدّم كهدايا في المقابر الفرعونية، إذ عُثر عليه في مقبرة (توت عنخ آمون). فقال الجد مستغرباً:- أحقاً لا تعرفة يابني؟ وصفه (جلينوس) للقروح ولمرض الخصيتين، والحرقة، والجمرة، وتقرح الأذنين، وتدفق الدمع من العينين.

قلت: أمهلني كي أعرفَه أولاً...

أكمل حديثة قائلاً: والأطباء الفراعنة نسبوا إليه خاصية طرد الديدان من الأمعاء، وكنا يابني نستخدمه لعلاج موضعي للكسور، ومسكن موضعي لحالات التهابية متهيجة، ولعلاج سقوط الرحم، وإزالة الاضطرابات وطرد الغازات.

قلت :- ما هو يا جد؟

قال الجد:- انه الكسيرة.

:- لا أعرفه. 

الجد:- قال عنها جالينوس: إنها عشبة تُعصر مع اللبن، تسكن كل (ضربان) شديد.

وقال أبو بكر الرازي: إنها نافعة ضد إصابة البرد، كما أنها مفيدة لحالات حموضة المعدة، قال أبن سينا: إنها تنفعُ للأورام الحارة، وتُخلط مع الخل ودهن الحر والعسل.

قلت: ياجد كيف لي أن أدرجَها في الحل، وأنا لا أفهمها؟

قال: يابني أن الكسيرة تعني التقد أو تسمى التقدة.

صحت ياجد: لا أعرف ما تقصد؟

قال الجد بغضب: ألا تعرف العشب الذي يقول عنه أبن البيطار: إنه يساعد المعدة على الهضم... بعض الشعوب تسميه (شاو)، وهذا العشب يمنع القيء والعطش والقروح، ونحن كنا يابني نخلط هذه العشبة بالسكر لمنع التخمة وتقوية القلب ومنع الخفقان، وكنا نخلطها بالعنبر والسكر لإزالة الدستاتيريا، ونخلطها مع الصندل واليانسون لتقوية المعدة وإزالة الديدان.

قلت: ياجد هل لها تسميات أخريات؟

قال الجد: نعم ياولدي أنتم تسمونها (الكزبرة). 

قلت:- قلها من البداية ياجد... صحيح فهي من التوابل.

قال الجد:- كنا نستخدم نقيعها كعلاج لطيف لإنتفاخ البطن والمغص، ومهدئ للتشنج في الامعاء، وكمضاد لتأثيرات التوتر العصبي، وزيتها ياولدي مضاد للفطريات.

وعقب الجد بعد برهة صمت: الصينيون يستخدمونها لعلاج فقد الشهية وللحصبة ولمشاكل القولون وللروماتيزم، وفي الطب الهندي أستخدمت لعلاج نزف الانف و(الكحة) ومشاكل المثانة والقيء و(التطريش) والدستاتريا الاميبية والصداع...

فمزقت حينها الورقة وقمت... فصاح الجد: والمسابقة.

قلت ياجد:- لقد حصل الأهم، تذكرت توصيفة صديق نسيته.