قصص قصيرة

 

1ـ مفتـــاح الروح
 
كانت بجوار بيتهم تحرُسُه من أشعة الشمس المُلتهبة..تجلسُ وهي تتحسّسُ  ظفيرتها المُنسابة على كتفها...تنبُشُ التُراب بعـــود ثقاب ؛ أشعِل ذات ليلةٍ مُظلمةٍ ماطرةٍ ليُنير  شُموع البيت العتيق...قسوةٌ ربضت فوق رأسها تتخللُ سائر جسدها النحيل...تكفّ عن الحركة ؛ تستديرُ للمُبهم الواقف ورائها...إنّه مالكُ البيت  يُعيدُ لها تُحفها البريئة وصورة أبويها المضرجتين بدمائهما التي مرّ عليها زمن...لا تأبه به البنت...لا تتوسّل وتُسلّمـــه روحها مُعلّقة بالمفتاح.
2ـ قــــــرابين ٌ للمـــــــــارد
 
هــزّ كتفه رافضا النّوم على أهــــازيج المجانين الهاربين من مستوطنات الغضب  وقال في صميم العراك الذي استحوذُ تفكيره :" لن أشاركهُم الصّراخ ؛ لن أفعل ؛ لن أغامر بمُستقبلي وبلدي ؛ فلعلّ المـــارد معهم ؟.. وارتمى على وسادته يُعاقبُ رأسه بضربة أوجعتها وأخرجت الرّيش المندسّ فيها.
 
 
ينتبه الهاربُ من العارـ  الذي بدأ يقترب ُرويداً...رويدا؛ ليُشعل فتيل أعصابه ـ أنّه قد أسقط المُصحف الموضوع بجواره ـ حتّى يحفظه من الكوابيس ـ  التي ربضت بمخيّلته  منذ أن حمل ولده لوحته المدرسيّة وكتب بالطبشــور الأبيض النــّاصع (أريد اسقاط النــّظام).
 
حمل المصحف..قدّسه..بقـــُبلةٍ قائلا  والدمعُ يُــــذرفُ : "متّى نستفيقُ لك ؟ فقد أصبحنا قــرابيناً للمـــارد.."