• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : الديك في الثقافة والفنون .
                          • الكاتب : د . حاتم عباس بصيلة .

الديك في الثقافة والفنون

ما أحببت شيئا مثل ما أحببت الديك الذي نبهني إلى ما كنت غافلا عنه في الحياة !! ورغم أنني كرهته ذات يوم حين قلت :
إنني رافض صياحا لديك
طلع الفجر قبله والضياء
إلا إنني اليوم ألاحظ كم كان للديك حضوة عند الرسامين رسمه بيكاسو وجواد سليم وفان كوخ و رسام هولندي فاتني اسمه فهو مقدر عند المبدعين ومهان عند القصابين ورغم ان الديكة تتطافر في مخيلتي في موسم الخصوبة واللعب على عواطف الدجاجات الغافلة عن مصيرها المحتوم عند أشرس الديكة إلا أنني مؤمن بان مصير كل هذه المعارك المثيرة لقلق الحيوان الأليف ستنتهي إلى ضياع التاج أو العرف الذي يراهن عليه الديكة رغم حبي لهم !!
ان الرواية العربية لا تخلو من الديك الذي يشكل في تواجده صورة تهيء وجدان القارئ للدخول إلى أجواء الحياة الاجتماعية!! ويكفيه فخرا انه الآمر الناهي لألف ليلة وليلة على لسان شهرزاد الجميلة فكان أكثر سلطة من شهريار المعقد من سلوك المرأة الجميلة في التعامل مع الحياة واطرف ما في الديك موقف شارلي شابلن منه وقد بلغ به الجوع ان تخيل صاحبه ديكا فراح يركض وراءه لافتراسه في لحظة من لحظات الجوع التاريخية!! وفي السوق فان الديك له احترام عظيم بين الناس ففي الصباح تتراكض النساء القرويات حاملات الديكة في لحظات الخيانة الكبرى للبيع وبالتالي تحدث المأساة في مهرجانات الذبح في سبيل الموتى ولعل صياح الديك قبل ذبحه فيه الكثير من الكرامة التي قد لا تكون عند الإنسان!! ولعل انحناءات الديك بالخطوط الرقيقة تضفي أجمل الأشكال المنسابة مع انتصاب رقبته في كبرياء قل عند الرجال!!الا ان المأساة التي مر بها الديك العزيز على قلبنا تكمن في حسرته على دجاجته حيث ظهر ديك أقوى منه ليطرحه في الأرض فمات حسرة وخجلا من دجاجته السمراء التي لا يهمها من المنتصر!! والله المستعان على الديكة!!



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=29567
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 04 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 16