• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : جبهة النصرة تصالح بين تركيا واسرائيل ..وتحرك غربي مريب تجاه العرب .

جبهة النصرة تصالح بين تركيا واسرائيل ..وتحرك غربي مريب تجاه العرب

زيارة السيد اوباما الاخيرة الى منطقتنا وخاصة الى اسرائيل ودول جوار اسرائيل وعلى وجه التحديد دولة الاردن (مع الادعاء بان هذه الزيارة كانت مخصصة لمواضيع عدة) لم تكن في حقيقتها سوى اتخاذ اجراءت احترازية لمواجهة احتمال بزوغ تحدي جديد لاسرائيل ,وهو احتمال مجاورتها لدولة عربية طالبانية جديدة ..مع ورود امكانية ان تكون هذه الدولة مسلحة باسلحة دمار شامل .

زيارة السيد اوباما تزامنت مع تحركات تركية المانية مزدوجة ,فالمانيا بادرت بارسال معاملها الكيميائية المتنقلة الى اسرائيل من اجل حمياتها ,وتركيا بدات بتشكيل صحوات سورية شبيهة بصحوات العراق لمقاتلة جبهة النصرة مباشرة بعد سقوط النظام السوري (ان استطاعوا لذلك سبيلا),مع ما يشاع من ان هناك ثمانية الاف جندي امريكي يتمركزون منذ زمن في الاردن من اجل الانقضاض على مخازن السلاح الكيمياوي السوري باي شكل من الاشكال قبل ان تصل تلك الاسلحة الى ايدي اتباع جبهة النصرة.

اما عن قصة (تمثيلية) الاعتذار الاسرائيلي المتاخر جدا لتركيا, والقبول التركي الفوري لها, والتي قام ببطولتها السيد اوباما, فهي قصة غير حقيقية ولاوزن لها ,فلاصوت لاوباما ولا لغير اوباما عند اسرائيل عندما يتعلق الامر بالمصالح العليا لاسرائيل..والحقيقة ان هذه المصالحة جائت عبر تحرك غربي كبير,ولم يقم السيد اوباما سوى بدور صغير ابرز مواهبه الجيدة في التمثيل مما يؤهله ان يكون خليفة لسلفه رونالد ريغن في هوليود!.

خطورة هذه التحركات الدولية انها جائت من اجل حماية اسرائيل وحدها فقط وتجاهلت باقي دول المنطقة وخاصة الدول العربية,ولا توجد اي استعدادت متخذة لحماية باقي دول المنطقة من الكيمياوي ومن اثاره على صحة شعوب المنطقة ..وحتى الاردن لم يحصل على معمل كيميائي متنقل واحد من المانيا ,ولم يرسل له الناتو اي منظومة حماية ضد الصواريخ على الاقل كما فعل مع تركيا.

اما عن مصير سوريا والشعب السوري فلا احد يفكر بهم او يهتم لهم, كما وان هناك احتمالين خطيرين لابد لي من ذكرهما.

الاول.. ان يكون التقسيم مصير سوريا ان تغلبت المعارضة على النظام ,وعندها سترسم خريطة جديدة للمنطقة ,وستقتطع بعض الاراضي السورية وتضم لدول الجوار..وستصبح الجولان جزء من اسرائيل رسميا حسب الخارطة الجديدة للمنطقة,وربما حتى مزارع شبعا التي تدعي اسرائيل بانها كانت ارض سورية..اما تركيا فستحاول الحصول على جزء من الكعكة من خلال احتلال المنطقة الشمالية من سوريا بحجة منع نشوء دولة كردية ,او بحجة حماية الاراضي التركية من تهديدات جبهة النصرة وغيرجبهة النصرة مما سيمكنها مستقبلا من ضم تلك الاراضي  الى تركيا بعد تمزيق سوريا نهائيا ونشوء دويلات طائفية هشة مريضة على ارضها.

والثاني..بما ان جبهة النصرة هي الفصيل الاقوى في المعارضة السورية وهي الملهم الرئيس للمقاتلين السلفيين الداعين لاقامة دولة خلافة اسلامية والقادمين من الكثير من دول العالم للقتال في سوريا ..هذه الجبهة  لن تخضع لقيادة اشخاص مثل هيتو او الخطيب ولا لاي شخص اخر غريب عنها ان تمكنت من النصر والاستيلاء على السلاح الكيميائي ..كما وان هذه الجبهة لن تستخدم السلاح الكيمياوي  لظرب اسرائيل بل ستستخدمه لتهديدها  فقط من اجل السماح لها بتشكيل دولتها الخاصة بها,وستهرب بعض هذه االاسلحة لظرب الاهداف التي فشلت سابقا بظربها في المنطقة كما ذكرت سابقا في مقالي المعنون(القاعدة واسلحة الدمار الشامل؟)..الحرب السورية الحقيقة ستبدا بعد انتصار جبهة النصرة على النظام,فجبهة النصرة ستجد عونا كبيرا من معظم الحركات السلفية في العالم على امل نشوء دولة سلفية جديدة ,وهذه الدولة ستواجه حربا قبل ولادتها ,حرب يعد لها من الان في الغرب كما ذكرت اعلاه. 

 

وشكرا




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=29157
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 03 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 16