دابت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي كل عام على الاحتفال بيوم العلم و فيه تسعى الى تكريم عدد من المتميزين ومنحهم دروع التميز تقديراً لجهدهم وأقراراً بفضلهم في تطوير العلم في مجال اختصاصهم. ومما لا شك فيه ان التقدير والتكريم ومنح الجوائز له الكثير من الحسنات من بينها شعور من كرموا بالرضى عن النفس وأن ما تم تقديمه من وقت وجهد علمي قد وجد من يقدره ويضع صاحبه موضع القدوه والمثل الاعلى لزملاء العمل من جهه و الطلبه من جهه اخرى . أن من شأن تكريم المتميزين ومنحهم الجوائز أيضا اذكاء روح التنافس والاتقان بين المتخصصين مما ينعكس ايجابيا على تطور العلوم.
لكن التكريم قد يفقد معناه او يصبح ضده ويأتي بنتائج عكسيه في الحلات التاليه:
1. إذا لم يتم بشفافية ومصداقية وفى توقيته المناسب، خاصه ونحن في البلد الاكثر فسادا في العالم وما زلنا نعوم في عتمةٍ داكنه لا تسمح بالتقييم الموضوعي. ويشترط من مبدأ العداله ان تكون اسس التقييم غير خاضعه للاهواء الشخصيه او الاجتهادات الذاتيه فمثلا يكرم كل عالم قام بنشر بحث في مجله علميه ذات معامل تاثير (Impact factor) ، لا ان تقوم لجنه باختيار الافضل بينها لان جميعها فضلى اولا ولا يمكن ثانيا للجنه غير مختصه وربما منحازه ان تعطي رأيا في ما سبق ان نال القبول من جهه مختصه ومحايده في التحكيم العلمي.
2. إذا تم تكريم غير المستحقين لدوافع غير علمية مما يشكل إحباطا لمن يستحقون التكريم و إهدارا لمبدأ العدالة وتكافؤ الفرص والتحكيم العلمي برمته.
3. إذا تأخر تكريم من يستحق ولم يتم اختيار التوقيت المناسب له. فنلاحظ اقتصار التكريم غالبا على من بلغوا أواخر عمرهم مثل أقدم تدريسيي او اقدم فني او اقدم موظف حتى صار القدم صفة تستحق التكريم وغالبا ما يطلق عليهم بــ "الرواد" ولا ندري ما هو دورهم الريادي وفي اي حقل كانت ريادتهم. بل نلاحظ في كثير من الأحيان أنه لا يُكرم ولا يُقدر العلماء الا بعد احالتهم على التقاعد او انتقالهم للرفيق الأعلى.
4. إذا تم إجحاف حق المتميزين في التكريم والتقدير لدواع سياسية أو فكريه أو مهنية أو طائفيه .... الخ.
5. إذا لم يرتقي تقدير العلماء والمتميزين الى مستوى انجازاتهم واقتصر على الأمور الشكلية التي لا تسمن ولا تغن من جوع إذا ما قورن بمصاريف البحث العلميه ومتطلبات الحياة اليومية وإذا ما قورن بما يتم أعطاءه وبذله لفئات أخرى لا تقدم للمجتمع إلا النزر اليسير. وهذا ما تقوم به وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في اغلب الاحيان اذ تكتفي بتوزيع الشهادات التقديريه على المتميزين ولسان حالها يقول " نقعها واشرب ماءها"