كان البيت بلا سطح وهو ربع بيت في حقيقة الأمر يتكون من غرفتين مثل امرأتين عانستين واحدة بباب واحد تنخفض الى الأسفل بلا نافذة كأنها سجن صغير لا يتخلله بعد نوم أخوته وامه ففي هذا الوقت يحدث التأمل والتفكر في الوجود من خلال ما يثيره فعل القراءة وهو في الحقيقة هارب من المشاكل المستمرة بين ابيه الثمل وأمه المطالبة بحقوقها وحقوق أولادها مما شكل في داخله حقدا على والده لكنه في هذه الليلة التي اعتاد ان يقرأ فيها كتبه حدث ما يجعله مرعوبا ومندهشا لطاقة الحب التي في داخله فقد جاء الأب كعادته ثملا الى ابعد الحدود محمر العينين منتفخ الأوداج ونزل الى تلك الغرفة المظلمة التي تخلو من اية نافذة ومن اية اضاءة وراح ينام بعد ان اوصد بابها الحديدي من الداخل......كان الصبي مندهشا ومندمجا في أحداث رواية يقرؤها بعد ان اطمأن ان والده قد نام في تلك الغرفة وكان القمر يطل من تلك النافذة في الليا الصيفي الجميل!! لكنه بعد نصف ساعة تقريبا شم رائحة لدخان وصل من تلك الغرفة فرمى كتابه ثم هرع الى مكان الدخان الذي انبعث من ثنايا الباب الحديدي الموصد على ابيه الثمل فجن جنونه وقد تخيل موت والده وراح يضرب الباب بأقدامه ويديه صارخا لعل الباب يفتح او لعل والده يصحو من نومه وبعد محاولات يائسة تفاجأ بالاب وهو يفتح الباب مختنقا ليهرع الى باحة الدار وهو يسعل سعالا شديدا محمر العينين بعد ان وصل الى حافة الموت كان الصبي منهارا وقد ظن موت والده لكن ذلك لم يحدث وادرك الصبي مدى حبه الكامن لأبيه!! |