• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الولد يكذب.. البنت تكذب.. لابد من وقفة .
                          • الكاتب : راجحة محسن السعيدي .

الولد يكذب.. البنت تكذب.. لابد من وقفة

 ان الكذب صفة أو سلوك مكتسب وليس صفة فطرية أو سلوك موروث و الكذب عادة عرض ظاهرى لدوافع وقوى نفسية تحدث للفرد سواء أكان طفلا أو بالغا. وقد يظهر الكذب بجانب الأعراض الأخرى كالسرقة أو الحساسية والعصبية أو الخوف ، و ينشأ الكذب مع الطفل نتيجة لعدة عوامل سلوكية وبيئية ويبدو في بداياته أمرا ليس مقلقا وهذا ما يعتقده أطباء السلوك في أن الكذب صفة طبيعية تتوافق مع تنمية مدارك الطفل وزيادة موسوعته الخيالية ولكن يجب ألا يتحول الكذب مع الطفل الى صورته السيئة . للكذب عند الاطفال دوافع متعددة منها الخوف من العقاب فالطفل يتمتع بذكاء يمكنه في مراحل عمره المختلفة من التمييز بين الخطأ والصواب وفي حين صدور الأول منه فانه يلجأ الى الكذب لتجنب عقاب والديه أو معلمه في المدرسة ، وقد يلجأ بعض الآباء إلى وضع أبنائهم فى مواقف يضطرون فيها إلى الكذب وهذا أمر لا يتفق مع التربية السليمة ، ويعتقد الاطفال أن الكذب يمكنهم تجنب عقوبة الأخطاء.. فالكذب سلوك متعلم تحدده البيئة التي يعيش فيها . والكذب عند الاطفال الصغارفي صورته هو مغاير للكذب عند الاطفال الكبار والبالغين فالاخير يحتاج لقدرات ذهنية ، تفكير جيد ، ذاكرة قوية ، خيال واسع ، تبريرات جاهزة ، وقدرات نفسية وانفعالية للتحكم بمشاعره وتعابير وجهه وتصرفاته وتكييفها حسب الذي يخلقه عندما يكذب وهذه القدرات اللازمة للكذب يجب أن يرافقها استعداد الشخص أخلاقياً وتربوياً للكذب . والطفل يتعلم الصدق من المحيطين به إذا كانوا يراعون الصدق في أقوالهم وأعمالهم ووعودهم، كما أن الطفل الذي يعيش في بيت يكثر فيه الكذب لا شك أنه يتعلمه بسهولة ،خصوصاً إذا كان يتمتع بالقدرة الكلامية واللباقة وخصوبة الخيال  لأنه يقلد من حوله، فيتعود منذ طفولته على الكذب. وهو عند الأطفال أنواع مختلفة تختلف باختلاف الأسباب الدافعة إليه. واللافت للنظر في هذه الايام ان كثير من الاطفال بلجؤون الى الكذب على ابائهم وذلك للتخلص من العقوبة وهذا مايسمى بالكذب الدفاعي وهو الاكثر شيوعا والدافع الرئيسي هو الخوف اذا الكذب مرتبط بالخوف ويتصل به اتصالا وثيقا .

فيكذب الطفل خوفاً مما قد يقع عليه من عقوبة . وظاهر أن سبب الكذب هنا هو ان معاملة الاباء للطفل إزاء بعض ذنوبه تكون خارجة عن حد المعقول ،كذلك هناك سبب اخروهو الشعور بالنقص ، والرغبة في وقاية النفس من السلطة الجائزة في المنزل .

والقاعدة الأولى للآباء والمدرسين هى أن يتبينوا إذا ما كذب الطفل بإن كان كذبه نادراً أم متكرراً ، وإن كان التكرر فما نوعه وما الدافع إليه ؟ وأن يحجموا عن علاج الكذب في ذاته بالضرب ، أو الأنتهار أو السخرية أو التشهير أو غير ذلك . وإنما يعالجون الدوافع الأساسية التى دفعت إليه . ويغلب أن يكون العامل المهم في تكوينها هو بيئة الطفل ، كالوالدين أو المدرسين أو أصحاب السلطة على وجه العموم .

وتكثر عادة صفة الكذب عند الذكور من الاطفال لكن الان ومن خلال مانسمع من بعض الاباء والامهات صار الكثير من الاطفال من جنس  الاناث لهم اساليب رهيبة في الكذب وتصل الى مستوى الغش والخداع للاهل والتفنن في هذا الامر حيث يعززن كذبهن بأدلة مزورة وهذا امر في غاية الخطورة نعم انها بنت وان ماقامت به وهي في مرحلة الابتدائية لو استمرت هكذا ماذا تفعل في مرحلة المتوسطة ؟؟ مما يجعلنا نقف عند هذه النقطة والاسراع في علاجها لان باستمرارها قد تنسحب بصورة سلبية على اخلاقياتها وهذا قد يجلب الويلات للاسرة والمجتمع فالمطلوب من الاباء خاصة الامهات لان غالبا ماتكون الام اقرب الى بنتها الالتفات والتمعن جيدا في كيفية اصلاحها واعادة النظر في مستوى وطرق التربية التي تستخدم داخل البيت فلابد من وقفة حازمة لمعالجة الحالة.

من ناحية اخرى على الاباء أنه لا يجوز في الأحوال العادية إيقاع العقوبة على الطفل بعد إعترافه بذنبه ، فالأعتراف له قدسيته وله حرمته.

أن الطفل الذى يعترف بذنبه يمكن إصلاحه ، يجب أن يحل التفاهم والأخذ والعطاء مقام القانون . والعطف والمحبة محل السلطة والشدة ، وأن نحجم عن العقوبات التى لا تتناسب مع الذنوب . وألا نوقع بعضها إلا إذا أدرك الطفل إدراكاّ تاما أنه أذنب . وإذا أقتنع بانه يستحق العقاب ، فالعقوبات التى تجرى على هذا المنوال تهدم الأغراض التى ترمى إليها ، فهى تفقد الطفل توازنه ، وشعوره بأمنه وسلامته في بيئته وتدفعه إلى تغليف نفسه بأغلفة الكذب والغش لوقاية نفسه من أصحاب السلطة . ومن البيئة المستبدة القاسية . فليفهم المهيمنون على تربية الأطفال أن الكذب نوع من التكيف لبعض الخصائص في بعض البيئات ، وأهمها خصائص هؤلاء المهيمنين . كما يجب أن يكون الآباء خير مثل يحتذي به الطفل فيقولون الصدق ويعملون معه بمقتضاه حتى يصبحوا قدوة صالحة للأبناء.

· والقيام بإثابة الطفل على صدقه فى بعض المواقف فذلك سيعطيه دافعا إلى أن يكون صادقا دائما ، وإشعاره بثقتنا فى كلامه ، واحترامنا وتقديرنا له واعطائه الامان والثقة بالنفس والابتعاد عن الصراخ والتهديد والوعيد واعطاء الطفل فرصة يصحح بها خطأه وعلى الاباء أن يكون لهم  دور فى اختيار أصدقاء أطفالهم من خلال معرفتهم  بأهلهم ومعرفة انهم على خلق كريم ، فصديق السوء قد يدفع بصاحبه ليس إلى الكذب فقط إنما إلى تصرفات كثيرة مرفوضة .

هناك وسائل مختلفة من شأنها المساعدة في مواجهة الكذب منها محاولة إرشادهم ، وتجنب تعنيفهم و ترسيخ مبدأ الصدق وعدم إخافتهم ، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم وتقديم الاحترام لهم حين يقولولون  الحقيقة و إشعارهم بأنهم سيفقدون  ثقة الأهل إذا استمروا بالكذب و زرع المفاهيم الدينية والأخلاقية في سلوك الأطفال و اعتماد الحوار والنقاش لمعرفة أسباب اقتراف الكذب و الابتعاد عن تحقيرهم والاستخفاف بهم ونشر زلاتهم بين اقرانهم .وعلى الاباء احتواء الاطفال والتقرب منهم ومعرفة مشاكلهم بسعة صدر .   

 


كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : كاظم ، في 2013/01/24 .

lموضوع في غاية الروعه ومهم كافة الاباء والامهات بحاجه اليه ........احسنتي وبارك الله بك



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=26696
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 01 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15