كنت من اشد المعارضين على اسناد مهمة تدريب المنتخب الوطني للمدرب حكيم شاكر وكانت لدي قناعاتي في ذلك الا ان المهنية تتطلب ان تكون قناعات المرء تستند للدليل فنحن (ابناء الدليل اينما مال نميل ) وها ثمة دلائل اخرى طرأت على تغيير قناعاتي دعتني لكتابة هذا المقال الذي اريد من خلاله ان ابرق ثمة رسائل لشاكر واسود الرافدين وللاتحاد العراقي المركزي بكرة القدم وللجمهور العراقي وكل تلك الرسائل تتمحور في قناعة تحمل في طياتها منطق العقل والرؤية المسؤولة .
المدرب حكيم شاكر استطاع ان يهزم معارضيه ومنتقديه وبالدرجة الاولى الحظ الذي وقف ضده سنوات ليثبت اليوم بأنه مدرب وطني قادر على خلق مساحات من الانسجام في صفوف اي منتخب يتولى مهام تدريبه وان ي ملك سلطة المدرب الكفء في تحمل المسؤوليات الوطنية واستطاع وبجدارة ان يكون قارئ جيد لكل منتخب وقف هو وكتيبة فرسان اسود الرافدين خصوم له وهزم بشجاعة وخسر ايضا بشجاعة ,لذلك فان المدرب حكيم شاكر مدرب جدير بقيادة المنتخبات الوطنية ونتمنى ان يوفق في مسيرته التدريبية وان يقف الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم خلفه وخلف طموحاته ومساعيه وتوفير كافة متطلبات صناعة الجيل الجديد امامه وهو قادر كما اثبت ذلك في دورة الخليج بان يكون المدرب الذي يمسك العصا من الوسط وبمسؤولية عالية في تواجد اللاعبين الخبرة والشباب في صفوف المنتخب الوطني ,ولا يعني ان يكون العراق وصيفا لكأس الخليج بان ثمة فشل ذريع او ان يصب الجميع جام غضبه على المدرب واللاعبين ذلك لأننا جميعنا نعرف تماما اي قدرة ومقدرة وبيئة رياضية تحيط بجميع المنتخبات الوطنية في الخليج واي بنية تحتية مسخرة لهم واي معسكرات او احتكاك او دورات في خليج الرياضة فضلا عن فوارق الظروف التي يعيشها اللاعب في الخليج عن اللاعب في العراق لذلك فان مجرد تواجدنا في المباراة النهائية هو مدعاة للفخر عكس ما كان حاصلا خلال سنوات القحط الكروية حينما كنا نخرج خروج مذل في الادوار الاولى من البطولات ولعب منتخبنا الوطني المباراة النهائية مع المنتخب الوطني الاماراتي ببسالة الشجعان وهذه حقيقة لابد ان نفهمها جيدا .
فيا جمهورنا الكروي الوفي ....نحن اليوم امام منتخب وطني مشرف استبسل في الدفاع عن سمعة بلده الكروية ولعب بطريقة ممتعة وتكنيك عال وحرفنه كروية تليق بتاريخ الاسود ,فكل اللاعبين كانوا سيمفونية واحدة في الاداء يقودها مايسترو الفريق شاكر عزفت اجمل الالحان في الانتصارات التي لا يجب ان يغادر طعم مذاقها ذاكرتنا وهو يهزم منتخبات خليجية هزمتنا في بطولات سابقة بدم بارد .
لذلك لابد ان تتعالى اصواتنا محبة وشكر وعرفان لما قدمه اسود الرافدين من ملاحم بطولية في دورة الخليج وان نستبشر خيرا بولادة مدرب وطني جديد يعزف النصر والمسؤولية انشودة للغد ليكمل مسيرة المدربين العراقيين الذين شرفوا الكرة بفتوحاتهم في مدونة الكرة العراقية ماضيا وحاضرا ,علينا ان نقف مع المنتخب الوطني العراقي لأنه بات منتخبا مشرفا للجميع وان نقف مع المدرب ومع الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم في مساعيهم المقبلة لانهم استطاعوا ان يفهموا اللعبة جيدا وهم بأمس الحاجة لدعم الجميع ...
شكرا لك حكيم شاكر لأنك تحديت نفسك في صراع (اكون او لا اكون ) فكنت مدربا مشرفا للمنتخب, وشكرا لكم اسود الرافدين فأنكم شرفتمونا ورفعتم رؤوسنا عاليا بأدائكم الهصور فكنتم ولازلتم عنوان فخرنا وانتصاراتنا المقبلة ان شاء الله . |