• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : يريدون دولة بلا قانون .
                          • الكاتب : محمود الربيعي .

يريدون دولة بلا قانون

مر العراق وبعد سقوط النظام الديكتاتوري الصدامي بمرحلة شهدت تنفيذ مخططات دولية شتى أريد منها لشعبنا أن يكون الضحية والبقرة الحلوب على يد المنظومات الشيطانية الملعونة التي مارست دورها السياسي اللعين ورقصت على أنغام آلات الجرائم فوق رقاب الملايين من أبناء شعبنا الصابر في بغداد وكربلاء والنجف وكركوك والجنوب وغيرها من مدن العراق.

 

لقد حدثت جملة من الأخطاء السياسية رافقت العملية السياسية المعاصرة في العراق منها لغة الشراكة في الحكم وكان ينبغي لعملية الإنقلاب السياسي أن يكون الحكم فيها للأغلبية السياسية التي توفر فرص مهنية وأكاديمية عادلة متكافئة بغض النظر عن العرق والدين والمذهب لكن هذا الأمر تأخر ولابد من إستدراكه وتداركه.

 

وأما الخطأ الثاني فهو إنعدام الرقابة الشعبية وعدم تشكيل اللجان المحلاتية التي كان ينبغي لها أن تساهم في توفير الأمن المحلي لعموم البلاد وتشكل دور الإسناد الأمني للدولة.

وأما الخطأ الثالث فهو حالة الإنفجار الحزبي لِأَعداد الأحزاب والتشكيلات التي لعبت دوراً سيئاً في ظاهرة التخريب السياسي، بالإضافة الى كثرة التكتلات التي حملت في ذاتيتها قابلية الإنقسام والإنشطار مما فسح المجال لزرع الفرقة وخلق زيادة في ألأصوات التي لاتستحق التمثيل الشعبي.

 

إن المرحلة القادمة تحتاج الى تخفيض حالة الشراكة والسماح للأغلبية السياسية للحكم والإدارة في السلطة مقابل تجنيد القيادات المهنية الكفوءة في دوائر الدولة بغض النظر عن حالات الإنتماء، كما تقتضي الحاجة الى صياغة جديدة لتخفيض أعداد الأحزاب، والعمل على تفعيل الدور الرقابي الشعبي الأمني في المناطق.

 

إن مصير العراق التاريخي في المرحلة الراهنة يتوقف على تجمع الشعب من جديد في خندق الوطنية ليضم كل المخلصين من أبناءه ليبقى العراق تلك الورقة الرابحة في حركة التاريخ.

 

إن تجميد النداءات المتطرفة والمعارك الجانبية بين أبناء العراق هو السبيل لقطع دابر الفتنة التي زرعها الشيطان ولاسبيل الى الإستقرار من دون توحيد المواقف السياسية سواء في مواقع الإعلام أوالسلطة، كما أن تحقيق العدل هو من أولى مهمات المرحلة المعاصرة سواء كان ذلك في مسائل الأمن أوالإقتصاد، وأما القضاء على الفساد فإنه يعتمد على إتخاذ خطوات جدية في عملية الإصلاح الإجتماعي والأخلاقي، وعلى القيادات التعليمية وقيادات المنابر أن تطور دورها الإرشادي لتعميق روح الوطنية والتشجيع على التحلي بروح المسؤولية وإداء الواجب.

 

وأخيراً لابد لعدالة السماء أن تعاقب قوى الإرهاب وتوقف عمليات القتل اليومي فهذه القوى الظالمة على كثرتها تريد تغيير المعادلة السياسية وإسقاطها ولن تفلح مادام الله مع الحق ( فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض).

 

‏19‏/01‏/2013




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=26555
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 01 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15