العراقيون جميعاً من اقصى البصرة وفاو الحنّاء الى اقصى حجر في زاخو كردستان هتفوا للوطن وتغنوا باسم العراق وهم يحتفلون بفوز العراق واسود الرافدين بمبارياته الاربع خلال دورة الخليج العربي الجارية الان في مملكة البحرين، العراقيون كلهم رفعوا العلم العراقي وهم يتواجدون في الملعب او يخرجون للشارع محتفلين بالفوز، ولم يصفقوا لغير العراق وابناء العراق، ولم تذرف عيونهم دموع الفرح الا من اجل العراق .
العراقيون كلهم، سنتهم وشيعتهم، كردهم وعربهم سريانيوهم وآشوريوهم ، ايزديوهم وصابئتهم وشبكهم كل الاطياف العراقية لم تتوحد سوى من اجل (العراق وآل العراق)، ولم يخرجوا للشارع يحتفلون على شكل كتل وطوائف وقوميات ومذاهب، بل خرجوا متشحين العلم العراقي رمزاً لوحدتهم، فهل يستطيع أحد من بعض ساستنا الطائفيين ان يميّز بين مشجع سني وآخر طائفي، أبداً لن يستطيع ولو استعان بكل عرّافات العالم واجهزة السونار المتقدمة، فقلب العراقيين الشرفاء لا يحمل سوى العراق ونبل اهل العراق وحضارة العراق وطيبة العراقيين الاصلاء، ولهذا لا يستطيع اي دعيّ من ساسة الطوائف ان يفرق بين هذا المشجع او ذاك.
دروس كرة القدم تتواصل وتقدم لبعض ساستنا حقائق لا يريدون الاعتراف بها، لانهم وبسبب احقادهم ونفوسهم الضعيفة يعجزون عن ادخالنا في حيرة التمييز بين هذا النائب الشيعي او ذاك النائب، او بين هذا السياسي الكردي او ذاك السياسي العربي، كون قلوبهم لا تحمل سوى حقدهم وضعف نفوسهم امام المال الحرام، وافعالهم واقولهم وتصرفاتهم تكشف لنا وبكل سهولة انتماءاتهم، وهي انتماءات فصلتها لهم اجندات السوء التي تعمل ليل نهار على ايقاد نار الفتنة وتشتغل وفق مناهج اعدت لتدمير الوطن وتقسيم العراق وتجويع وقهر وظلم المواطن العراقي، ولتخريب كل ما هو جميل في هذا البلد المبتلى بمثل هؤلاء.
اتمنى صادقاً ان يراجع الجميع مواقفهم من العراق واخذ الدروس والعبر من الوحدة الوطنية التي يحققها مشجعو المنتخب الوطني، وينظرون للحقيقة نظرة متفحصة ليستخلصوا لانفسهم رؤى جديدة تسهم بتطهيرهم من هذا الغي الذي يعيشونه ويعكسونه على المشهد اليومي للمواطن العراقي. |