بات من الواضح جدا ان الكثير من الهامشيين الذين دخلوا على خط السياسة ليعبثوا بالواقع الاجتماعي العراقي منطلقين من مبدأ آلية فرض الواقع وجعل الامور في البلد تسير على أهوائهم وان كان ذلك على حساب دماء الشعب العراقي البريئة وهؤلاء لم يكونوا ليتعلموا الدروس التي مرت بالعراق ووضعت الكثيرين على المحك فأفرزت بعضا من العابثين بالسلم الاهلي فنتج عن ذلك وقائع الحرب الاهلية فأخذت مأخذها في المجتمع العراقي وهذه المشاكل لم تكن وليدة اللحظة وانما هي عملية رد فعل على زمن مضى وبكاء على الاطلال .

حادثة حماية وزير المالية رافع العيساوي لم تكن تحتاج الى تلك الزوبعة كي تظهر حقيقة هؤلاء السياسيين الصدفة الذين لا يعرفون مدى الغوص في اثارة النعرات الطائفية وهو ما يحصل اليوم على خلفية تلك الزوبعة التي اثيرت متزامنة مع اعتقال مجموعة حماية العيساوي والذين يعلم بهم السيد وزير المالية وبما قاموا به فلماذا هذه المخاتلة وهذا الخداع والنفاق والضحك على الذقون وكل ذلك كان بديلا عن التهدئة وردع عنف الشارع وقد لاحظنا التجييش الطائفي على وجوه الداعمين للاعتصام على الطريق الدولي الرابط بين العراق والدول العربية ليس من اجل هدف سام وانما من اجل اطلاق سراح المجرمين والقتلة والذين قتلوا ابناء جلدتهم واهليهم من محافظتهم وقد لاحظنا ان بعض من اعتصموا عادوا الى رشدهم وأيقنوا ان الفتنة ستأتي على الاخضر واليابس ولن تخدم العراق كدولة وستؤدي الى تمزيقه وفي النهاية لا بد للقضاء من ان يقول قولته فيهم ولكن هناك من هم من عديمي المعرفة السياسية بل انهم دخلاء على السياسة ودروبها قد اصروا على السير في ارساء وتغذية معالم فتنة طائفية لا تبقي ولا تذر حيث اعلن علي حاتم السلمان الذي يدعي قيادته لكل عشائر الدليم بالابقاء على تلك التوترات في قوله (قال امير قبائل الدليم علي حاتم السلمان، إن "الاعتصام سيستمر، وسيتم نصب خيم لايواء المعتصمين".وشهدت محافظة الانبار، الاحد، اقدام رجال دين وشيوخ عشائر بغلق الطريق الدولي مجدداً وإعلان حالة العصيان المدني في المدارس والدوائر الرسمية بالمحافظة.) لا أدري هل يعلم هذا الرجل ان عملية التمزيق التي يمارسها بتلك التصريحات سوف تأتي على الاخضر واليابس ، ثم هل يعلم ؟ واكاد أجزم أنه يعلم بأن أعلام الجيش السوري الحر يرفع أعلامه في تظاهرة الفلوجة ويطالبون باطلاق سراح المجرمين وهذا مدعاة الى ان تكون تلك الدعوة في التظاهرة هو تناغم بين فصائل القاعدة ما بين الجيش السوري الحر الذي يتخذ من القاعدة منطلقا فكريا وبين تلك المجموعة الاجرامية التي تعمل لصالح القاعدة حصرا والهدف من كل ذلك هو ضرب السلم الأهلي في المجتمع العراقي كما يريده كذلك علي السلمان.