إكتشفت ذلك خيالا جامحا أشتهيه لأعبر عن حنقي وعن بغضي لأشر الخلق وأكثرهم نفاقا ,وهم من أبناء جلدتي وبلدي.
كفتاة ضاجعت صديقها وبعد شهور عرفت إنها حامل.وحين ذهبت إليه ليحميها أو ليسترها من الفضيحة طردها وتوعدها بالويل إن عادت إليه ثانية.
نادم ,إني كنت أفعل الكثير في عهد مضى لأعبر عن رفضي لنظام الحكم بطريقة بائسة كنا نجيدها حين كنا لانملك من حطام الدنيا شيئا ,في ذلك الوقت كنا ننتظر الملائكة النازلين من البعيد يغيروا الحال .لكنهم وصلوا بوجوه مختلفة وبرغبات قوم يأجوج ومأجوج لياكلوا كل طعامنا المتبقي من شهية الدكتاتور ويشربوا كل مابقي من ماء جادت به علينا الجارة تركيا . ثم تقيأته دجلة سما رعافا مخلوطا ببقايا قيح وسواه مما تجود به مجار المستشفيات وما يختلط به من مياه ثقيلة ومياه الحمامات.
تلك الفتاة كانت تتلوى كأفعى وهي تلتذ بالرغبة لكنها عرفت فيما بعد إن البهائم أيضا تمارس الرغبة بإشتهاء وإن ضجيعها حيوان من شاكلة البشر الموبوئين.
قلة هم الذين يحتفظون بمبادئ لايتخلون عنها تحت وطاة الظروف القاهرة ,وغيرهم كثر أولئك الذين يخادعون الناس ويزينون لهم الكذب والنفاق بعبارات منمقة لكنهم في السر يعملون على تأمين مصالحهم الخاصة ويفعلون مايحلوا لهم خاصة حين يتمكنون من السلطة وتتغير عندهم الافكار ,وبعد أن كانوا يتسكعون في أمكنة من العالم عادوا الى البلاد ليحصلوا على مكاسب كانوا يلعنون بني آدم الذين حرموا الناس منها في ذلك الوقت .
لكن الحياة تتغير والناس كذلك والرؤى.
الوطنية أكذوبة يتغنى بها الدجالون من الذين أحتوشوا المغانم ..
خذ مثلا.. شخص ما حصل على منصب رفيع واموال طائلة وعائلته المصونة تسكن المناطق الباردة من العالم وهم في الامان على عكس ولد الخايبة القشامر الذين يتحملون القهر والموت والالم ومن حين لأخر يضع الاموال في الشنطة وبسرعة الى المطار ثم يعود من الاجازة ليبيع الوطنيات بروسنا الموجوعة من دجل الماضين من الذين حكموا الوطن الذبيح لثلاث عقود من الزمن ودجل اللاحقين الذين جاؤا بالدجل المبستر.
نحن أولاد الملحة التي لعبت برأسها الهموم وعقلتها بعقال الضيم والمعاناة الراتبة تلك التي زرعت الأمل وحصدت اليأس ووضعته في بيادر الضياع..لاتمر المياه من تحت أقدامنا إلا وقد رأيناه وهي تبسط على الارض برودتها وشقاوتها.
نعرف جيدا إنكم تكذبون وإن الناس لاتحصل إلا على الوهم .
لكن مايعيننا على الصبر إن الله الذي دمر صروح الطغيان التي شهقت على رؤوسنا لثلاثة عقود قادر على تدمير كل الصروح الباطلة التي يراد لها أن تعلو من جديد. |