http://blogs.fco.gov.uk/simoncollis/2012/11/27/sayyeda-zeynab-still-speaks-to-us-today
عاشوراء، ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي تقع في اليوم العاشر من شهر محرم من كل عام. إنه يوم حداد لذكرى ضحايا الظلم، كما إنه يوم للتأمل الذاتي. هذا العام، تزامن عاشوراء مع اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة والذي يصادف في الخامس والعشرين من تشرين الثاني من كل عام. إنه أيضاً يوم لتذكر ضحايا الظلم والتفكير فيما يمكن لكل واحد منا القيام به لمنع الظلم الذي يسببه العنف ضد المرأة.
يُخبرنا المؤرخ الطَبري بأن حين مرت السيدة زينب بنت علي أمام الجسد الذبيح لأخيها الإمام الحسين، شعرت بالفاجعة وانتابتها الحسرة الشديدة أن يكنَ بنات النبي (ص) أُسرى، ودعت إلى تحرير إحدى بنات الحسين فاطمة الكبرى وحمايتها من أي اعتداء. وعلى الرغم من ذلك، فإن بنتا أخرى للحسين، وهي رقية التي لم تَزَل طفلة حينذاك، قد ماتت في الأسر.
لازال بإمكاننا رؤية الظلم والعنف ضد المرأة. قبل بضعة أيام، سمعتُ تقريراً مروعاً حول نساءٍ سجينات يتعرضن للاغتصاب والتعذيب في سجون العراق. إذا كان ذلك التقرير صحيحا، فإن هذا السلوك مشين وغير مقبول، وهو للأسف مجرد أحد الأمثلة للعديد من حالات العنف التي تحدث يومياً ضد النساء في العراق.
إن من أشكال العنف ضد النساء هناك الزواج المبكر القسري والإتجار بالنساء وختان الإناث. كل تلك الحالات تبقى تحديات كبيرة في العراق. ومن بين تلك الأشكال أيضاً العنف الأسري، فمن غير المقبول بأي حال من الأحوال أن يقوم الرجل بضرب زوجته.
إنه لمن المؤسف بشكل مضاعف أن النساء اللواتي هنَ ضحايا للعنف في العراق يمكن أن تُساء النظرة إليهن ويتعرضن للانتقام من قبل أفراد أسرهن. إن لوم الضحية يزيد الطين بلة.
في العام الماضي، قال رئيس الوزراء نوري المالكي، وكان محقا في قوله، أن قوانين العراق الحالية لا تكفي لوقف العنف ضد المرأة. وشدد على الحاجة إلى المزيد من التعليم والإصلاح لحماية حقوق النساء. وفي حين أن بعض التقدم قد تحقق، فإن النساء في عموم العراق ينتظرنَ ترجمة هذه الأقوال إلى أفعال، حيث لا يزال هناك الكثير من العمل يجب فعله.
إن تشريعا جديدا لمكافحة الإتجار بالبشر ومشروع القانون المتعلق بالعنف الأسري سيساهمان إلى حد ما، في حالة اعتمادهما، في معالجة هذه المسألة نظرياً. ولكن هناك حاجة للتطبيق السليم لتلك القوانين من أجل إحداث الفارق الحقيقي، كما أن تحسين فرص الحصول على الرعاية والعدالة يعتبر من العوامل الحاسمة لبلوغ النجاح.
إن السفارة البريطانية في بغداد والقنصلية البريطانية العامة في أربيل ستقومان هذا الأسبوع بإطلاق سلسلة من المؤتمرات وورش العمل والأنشطة الأخرى للفت الانتباه لهذه القضايا. نعمل مع منظمات عراقية من أجل رفع مستوى وعي النساء بحقوق المرأة. كما سنقوم بتنظيم ورش عمل مع الشرطة وموظفين حكوميين وأعضاء من مجلس القضاء لمساعدتهم في منع وملاحقة أعمال العنف وكذلك لمساعدتهم على حماية المرأة من العنف.
هذا جزء من المبادرة العالمية التي أطلقها وزير الخارجية البريطاني في أيار لمنع العنف الجنسي أثناء الصراعات. وهناك الكثير مما يمكن ويجب فعله. إن التصدي للعنف الجنسي هو أمر أساسي في منع حدوث الصراعات وهو أمر أساسي كذلك لتحقيق السلام في جميع أنحاء العالم. سيكون ذلك محور تركيزنا الأساسي حين تتولى المملكة المتحدة رئاسة قمة الدول الثمانية الكبرى في عام 2013. نريد من خلال تلك المبادرة التصدي للعنف الجنسي بأوسع معانيه اعترافاً بأنه يمكن أن يتسبب بالأذى بدنياً ونفسياً، كما يمكن أن يذل ويحط من قدر أشخاص ومجتمعات ويصمهم بالعار.
العنف ضد النساء والفتيات هو أكثر انتهاكات حقوق الانسان منهجية وانتشارا في العالم، كما إن حدوثه يقوض الجهود المبذولة لتحقيق الأمن والتنمية على المستوى الدولي. بالرغم من تحقيق تقدم في جميع الدول – وقد بدأ في العراق أيضاً - فإن عدم المساواة في الأجر وعدم المساواة في الحصول على الرعاية الصحية والتعليم وفرص العمل وما يتعلق بالميراث لا يزال يحول دون تمتع العديد من النساء بكامل حقوقهن، وإن مثل تلك الحالات لا تزال تمثل عقبات أمام مشاركة المرأة في العمل السياسي والاقتصادي.
لقد حان الوقت لإحراز تقدم في التصدي لهذا الظلم. آمل في أنكم ستنضمون إلينا من خلال المشاركة بأحدى تلك الأنشطة إذا كان بمقدوركم فعل ذلك، أو من خلال إرسال تعليقاتكم واقتراحاتكم إلي للعمل عليها في المستقبل. إن صوت السيدة زينب مازال يحمل رسالة إلينا جميعاً.
Simon Collis
|