تتوالى اصوات الحقد على مراسم عاشوراء الامام الحسين ع وعلى مستوى المسؤولين في الدولة العراقية منهم نواب ومنهم الوزراء حيث الاعتراضات التي تصدر من هذا الطرف او ذاك لم تتوقف في مكان معين بل هي في الظاهر سياسية ممنهجة لرسم تصور وأمر واقع يريدون الاخذ به وان كان على حساب مشاعر أغلبية الشعب العراقي وهؤلاء يدافعون عن عَلمٍ لمنظمة ارهابية وإجرامية غرسها صدام في ارض العراق ويستكثرون علما يمثل العز والمجد والخير للاسلام وهي راية الامام الحسين الذي ثار من اجل البشرية جمعاء ومن اجل حريتهم وتصحيح مسار دينهم .
الحسين سبط رسول الله (ص) غير موجود اليوم بيننا بجسده حتى ينافس هؤلاء على سلطتهم ومغانمهم لكنه موجود كشعلة في القلوب أنارت الدروب لكل الاحرار في هذا العالم الواسع وتعلم منه المسلم وغير المسلم بل اعتز به وبذكراه من يعبد النار او ثالوثا في دينه فكيف بمن يتوجه الى قبلة الاسلام التي دافع عنها الحسين بدمه وبأرواح عائلته وأصحابه المقربين جميعا ،، ألا يستحق هذا العطاء ان نقابله بالترفع والارتقاء الى تبجيل هذا الامام الذي احب الناس جميعا بل حتى مبغضيه وقاتليه أراد لهم الخير حين طلب منهم ان يبتعد عن مسار طريقهم كي لا يتورطوا بدمه ويدخلوا النار بسببه ، هذا البعد الانساني للأسف يقابله هذا الجفاء من البعض الذين يقولون كلام حق يراد به باطل والعذر اقبح من ذنبهم .
تسلسلت لغة الرفض لشعارات الامام الحسين ع من قبل بعض من يسمون انفسهم ممثلين للشعب العراقي فتارة النائبة وحدة الجميلي واليوم وزير الزراعة عز الدين الدولة الذي قام بانزال رايات عاشوراء من على مبنى الوزارة وهو الامر الذي حصل بسببه تصادم بين حمايته وحرس الوزارة من الشرطة الاتحادية وتصاعدت حدة المشادات الكلامية بينهم وربما كانت ستصل الى استخدام السلاح وهذا الامر مرفوض تماما فما كان حب الحسين يستجدى من الاخرين ان تسيل بسببه قطرة دم واحدة ولكن هناك من يصطاد بالماء العكر ويريد الخراب لهذه الامة وإلا ما الذي يضر الوزير او وزارته اربعة او خمسة اعلام موضوعة على مبنى الوزارة إن لم يكن هناك رفض وحالة نفسية ترفض هذا الصوت الحسيني الهادر على مدى التأريخ ، حيث اوردت وكالة اين الاخبارية اوامر وزير الزراعة في انزال الرايات فيقول (( وزير الزراعة وجه امراً الى افراد حمايته بانزال الرايات الموجودة على مبنى الوزارة الواقعة في ساحة الفردوس وسط بغداد مما اثار سخط العناصر المسؤولة عن حماية المبنى (FBS ) ورفضوا هذا الاجراء وتطور الامر الى حدوث مشادات كلامية مع حماية الوزير الذين انزلوا قسم من تلك الرايات ".)) الى هنا انتهى مضمون الخبر ولكن التساؤل الذي يطرح نفسه امام الجميع هل هذا تصرف مسؤول في الدولة ان يبادر الى اثارة تلك النعرات الطائفية ليحصل هذا التصادم على الاقل بين حمايته وعناصر شرطة حماية الوزارة فماذا لو تطور الامر الى السلاح بينهم ألا يمكن ان تكون بذرة فتنة نائمة تحوك حولها التنظيمات الارهابية ، انا اقول ربما الحق مع الوزير حينما لا يريد ان تكون الوزارة بصبغة معينة او بلون معين من هذه الطائفة او تلك ولكن ذلك في الحسابات الحزبية والمحاور الولائية لهذه الشخصية او تلك أما مع الامام الحسين ع الذي بذل كل شيء من اجل الكل واعطى حياته لنعيش في كنف الرسالة الاسلامية الصحيحة التي اراد شارب الخمر والرابض في الفسق والرذيلة يزيد وأبيه ومن معه من التابعين الاذلاء فالامر يختلف تماما.
على من يتصدى للمسؤولية في العراق ان يفهم بأن الحسين بن علي لا ينافسكم على سلطتكم فإنها دنيا زائلة فتمتعوا انتم فيها ودعوا غيركم بطقوسهم التي يريدونها لا أكثر من ذلك. |