• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الوحدة الوطنية و تكريس روح المحبة والتآخي .
                          • الكاتب : شهد الدباغ .

الوحدة الوطنية و تكريس روح المحبة والتآخي

 بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ 
(مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) [الفتح : 29]
لقد تعلمنا من ديننا الإسلامي الأخلاق السامية، فقد سبق الإسلام كل الأديان والقوانين الوضعية؛ بحيث لا تعرف قوانينه التعصب المذموم الذي يؤدِّي بالناس إلى الشحناء، والبغضاء، والفرقة. والإسلام يحثنا على حفظ حقوق وحماية جميع الديانات وهذا ما يُظهر عدل الإسلام وسماحته.
أن الدعوة إلى الوحدة وإلى التضامن وإلى نبذ أسباب الفرقة والشتات أمراً يتمتع بالقدسية والأهمية وجَّهَهُ القرآنُ إلى الناس  ،وأن نعمةً امتنَّ الله سبحانه وتعالى بها على عباده هي انتشاله إياهم من أقصى دَرَكَاتِ الفرقة والتباغض والتهارج والتقاتل إلى أعلى قمم الود والتآلف والتضامن والحب.
فالحرص على التآخي والتعايش الأخوي، وتأصيل مبدأ الحوار وإحكام العقل والمنطق في احتواء المواقف الدخيلة على مجتمعنا التي ترفضها القيم والمبادئ الإسلامية وحقوق المواطنة. 
هذا جزء من احياء السنّة النبوية الشريفة وتطبيقها عملياً على ارض واقعنا العراقي. ونحن نأمل من العقلاء في \"العراق\" من جميع الديانات والمذاهب الإسلامية ان يؤكدوا وحدتهم الوطنية وتلاحمهم الأخوي من خلال اشاعة روح التعاون والمحبة فيما بينهم وهذا هو شأنهم على مر تاريخهم وحضارتهم الانسانية. 
قال الله سبحانه وتعالى:
(وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [آل عمران : 103].
 إنّ الذي يفتّ في عضد الوحدة هو حبّ الرئاسة والجاه والتحكّم في مصير الشعب بغير عدل ولا إنصاف، وهذه النزعة متأصّلة في بعض النفوس لو وجد الفرصة السانحة.
فتتحوّل السلطة إلى ملك عضوض يكتسح كلّ منازع له ولو كان أقرب الناس إليه، كما قال احد سلاطين الجور لابنه: لو نازعتني عليه لأخذت الذي فيه عيناك.
و في سبيل الوحدة الوطنية ترفع الاطراف الشعارات المتنوعة في المناسبات المختلفة. ولكن العجب أن هذه الجهود التي نراها بأعيننا أو تسمعها آذاننا لم تأت إلى اليوم بأي طائل .
كلمة الوحدة لها شعارات متألقة براقة في هذا العصر على كل الأصعدة وننظر فنجد أن هنالك وسائل فعلاً تُبْذَل من أجل تحقيقها ولكننا ننظر فلا نجد مصداقاً لذلك عند بعض الاطراف .
السبب أن دائرة الاتحاد بين أفراد أمة أو أفراد جماعة كثرت أو قلت لا يمكن أن تتم وتتكامل إلا إذا كان هنالك محورٌ جاذبٌ يجمعها. دائرة الاتحاد بين الأفراد أيَّاً كانوا ومهما كانوا من الكثرة والقلة لا تتحقق بدون محورٍ جاذب.
الكل من أبناء بلاد الرافدين , يهمه أمر الوطن , ولكن كل على طريقته وحسب فهمه وإدراكه .
الكل يهمه , أن تكون الوحده الوطنيه , قوية ومنيعه , يهمه أن يكون أبناء وطنه, في حب ووئام ,وأمن وسلام , وإننا ﻻ نشك في ذلك , وهذا يهدف إلى تحقيق الاستقرار والأمان للشعب العراقي والتسامي على كل الجراح.
لكن منهم من خانته الوسيله , ومنهم من يعمل لتحقيقها بكل حيلة نبيله , لأن الوطن بالنسبة له ,هو حصنه الحصين , كل منا يهمه سلامة الوطن , سلامة أرضه, وسلامة شعبه في تحقيق تلاحم الوحده الوطنيه , وأهمية تكاتف جميع الجهود لصون هذه الوحدة , في ظرف نحن اشد فيه إلى حكمة الحليم، والعقل الكبير، والرؤية الثاقبة لنتغلب على ثقافة نزف الدماء، وإشاعة ثقافة المحبة والتآخي والتسامح، فنحن اليوم بحاجة إلى مساعي تمسح على كل الجراح وتجمع وتوحد الكل تحت مظلة وخيمة العراق الحبيب. 
والأهم أن تكون الوحده الوطنيه- همٌ -وليس- حلمٌ - بالنسبة للجميع من أبناء الوطن ,همٌ - نعمل لتحقيقه ليل نهار , كي نرسخه ونوجده بصلابة , وليس حلم نحلم في حصوله .
العمل على التقارب أساس إنساني ومن منطلق الحكمة والموعظة الحسنة ومن منطلق الاعتراف  أوالاحترام لجميع الديانات والمذاهب الإسلامية وحرّية المناقشة والمداولة والتعارف ونهوض كافّة ابناء الشعب لردّ مذاهب الكفر والإلحاد والأفكار المتطرّفة التي تتناقض مع تعاليم الدين السمحة، فالعدوّ المشترك يحفزّنا لقيام جبهة واحدة تعمل على تعزيز الغلبة والانتصار والانتباه للثغرات التي يحاول الاحتلال والفكر المتطرف زرعها في صفوفنا ومعالجتها من خلال  إحكام العقل والمنطق والحرص على التآخي والتعاون فيما بينها.
فالتآخي يلازم الوحدة، رغم تعدّد المذاهب والاديان ، إذا وضع في إطاعة الصحيح من خلال وعي أبناء الأمّة وإن اختلفوا في اللغة والقبائل والدماء والانتماء ، {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} الحجرات: 10. {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} التوبة: 71.
 وهذه من أهمّ النعم على المجتمع الإسلامي وعلى الفرد المسلم، ففي ظل هذه النعمة تألّفت القلوب وتحصّلت الأخوّة ويحذّرهم القرآن العزيز من الوقوع في فخّ الفتن وشباك التفرقة {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ...} آل عمران:105.
في الإسلام مجموعة من الرسائل أو المناهج لتحقيق الوحدة الإسلامية والمحافظة عليها، تكون بمثابة العلاج، فإنّها تمثّل خطّ الدفاع، والحصانة والوقاية التي تمنع ذلك النزاع والصراع وعوادي التفرقة. ومن هذه الوسائل العلاجية:
1- الدعوة بالحكمة: أي بالتعقّل وتدبّر الأمور والتفكير والبرهان.
2- الدعوة بالموعظة: الموعظة الحسنة هي الأسلوب الذي يخاطب به عقول الناس، ومخاطبة مشاعرهم وإنسانيتهم وعواطفهم النبيلة لأجل الوفاق والإصلاح وإيجاد الحلول الناجعة والناجحة.
3- التسامح  والتساهل: إنّ الصفح وقبول العذر والحلم من المزايا الأخلاقية التي يرام منها المعايشة والانسجام، ويراد بها الابتعاد عن الأجواء المتشنّجة  والتي تعكّر صفو العلاقة الأخوية.
4- الوقوف في وجه الظلم والعدوان، ومجاهدة احتلال الجور.
وفي ختام المقال نرجع إلى ما بدأنا به وهو ضرورة توحيد الكلمة ورص الصفوف وأسأل اللّه سبحانه وتعالى أن يلم شعثنا،ويجمع شملنا ويرفع كلمة التوحيد في مجتمعنا في ظل توحيد الكلمة وان يجعل المحبة والخير والسلام والمودة والتسامح والتآخي والوئام والنجاحات والبهاء والشموخ والكرامة لكل ابناء الوطن الحبيب انّه على ذلك قدير. 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=2422
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 01 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15