لم تنفع السنين الطوال التي عاشها الكثير من المصريين في العراق حتى انهم أسسوا حياتهم كاملة في هذا البلد رغم ما عاناه من حروب واوجاع دموية من قبل النظام الحاكم انذاك والذي سحق طبقة مهمة من الشعب العراقي .
عاش المصري في كنف العوائل العراقية ومدوا له يد العون وتقاسموا معه الحياة على وقع الموت الذي كان متزاحما فيها ،، ولا نقول ذلك منّة او تعييرا من العراقيين عليهم فهم كانوا يعملون بأيديهم ومن الواجب الخلقي والاجتماعي رعايتهم كضيوف في الوسط الاجتماعي العراقي ، لكنهم وللأسف لم يراعوا ذلك ابدا وانما بادلوا هذا العمل بازهاق ارواح العراقيين الابرياء في واحدة من اعتى همجيات الارهاب التي ضربت العراق من أقصاه الى أقصاه وقد شارك في ذلك الكثير من العرب الذين يتغنون بالقيم العربية وشرف العروبة والقيم الاسلامية حيث استباحوا بها كل المقدسات والارواح البريئة التي قتلت ظلما وعدوانا على أرض الرافدين ومن ضمن هؤلاء كان للمصريين دورا بارزا في القتل وسط جموع العراقيين حقدا منهم على المعتقد الذي كانوا يمجدونه يوم اكلوا مع العراقيين في صحنهم وناموا في بيوتهم وعلى وقع ذلك الارهاب أعدم العراق قبل ايام احد المجرمين الارهابيين من الجنسية المصرية بسبب ايغاله واسرافه في قتل العراقيين الابرياء وبموجب اعترافاته ما دفع ذويه او اقاربه الى ممارسة الارهاب مع العراقيين ولكن هذه المرة من نوع آخر فهو على ارضهم أرض الكنانة ومع ضيوفهم الذين ضيفوهم في الماضي فاختطفوا عائلة عراقية بريئة تعيش في مصر وذلك يوم الاحد الماضي بعد سماعهم بنبأ اعدام المجرم الارهابي المصري في العراق وهناك فرق بين هذا المجرم وتلك العائلة التي ربما هربت من ارهابه في العراق فكان القدر ان يلاحقهم شبحه الى مصر حيث نقلت وكالات انباء بتسريبها خبر الاختطاف ((سرب مصدر نافذ في السفارة العراقية في مصر عن عملية اختطاف عائلة عراقية في العاصمة  القاهرة  مساء يوم الاحد المصادف 11/11/2012 .
وقال المصدر ان عملية الاختطاف حصلت مساء يوم الاحد بعد عملية الاعدام التي نفذتها وزارة العدل بحق المتهم بالمادة اربعة ارهاب وفق القانون العراقي ,مضيفا" ان السفارة العراقية ابلغت عائلة المصري بتنفيذ حكم الاعدام بابنها وانهم سيسلمون جثته بعد يومين من الاجراءات اللازمة.)) هذا هو كرم ضيافة المصريين لاخوتهم العراقيين وهذا هو رد الجميل ان يقارن القاتل المجرم بالبريء المسالم ، فكيف يمكن لدعاة العروبة والقومجية ان يطالبوننا عدم الانسلاخ عن تلك الامة العربية التي لم نرى منها غير الموت والدمار الذي يرسلوه الينا عبر مفخخاتهم واجسادهم النتنة التي يفجرونها بيننا ، ألا تكفي تلك الرسائل أيها المنظّرون يادعاة التثقيف على أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة.