• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الوطن وحش يفترس المواطن .
                          • الكاتب : واثق الجابري .

الوطن وحش يفترس المواطن

 بروز نظرية الخلافات السياسيه  وما يرافقها من تنازلات  وتخندقات  واصطفافات  ومنزلقات   ومناكفات وصفقات وتأ طيرهاعلى الفعاليات الامنيه  والسياسيه والاقتصاديه والخدميه  وحرق الارض نكايه بالاخر  والضحيه المحروقه هي المواطن  والبعض يصف الخرق الامني  بأنه نتيجة الخلافات السياسيه  وهذا تنصل عن مسؤولياتهم  وكارثه امنيه بعدم وجود تبرير لكل ما يحدث  وتستمر خلافاتهم السياسيه  ويتم اسقاطها على الواقع وهذه ليست اوهام  انما تكمن الخطوره بعدم الادراك  لواقع ما يصرحون به  ونتائجه  وعدم ادراك مصلحة البلاد العليا  بالابتعاد عن  التحاصص والتوافق والتخندق  والخطابات الناريه وتسيس القضاء وكل المؤسسات  فتكالب المشاركين في العمليه السياسيه  على بيت الحكم  وحجز مكان فيه  وعدم وجود جماعه  تتبنى المعارضه والرقابه  سببه  انها ترى الاخرين ينعمون بالامتيازات والخيرات والاموال  ومخالفة القانون والفساد بلا حساب  لذلك غيبت مفاهيم الاغلبية والمعارضة  وتحديد الانتماء فبدل ان يكون الانتماء وفق الانتماء الوطني الاكبر بالابتعاد عن حسابات الربح والخسارة وان الرابح الوحيد هو المواطن في بناء مشروع الدولة وهنالك مشكلة تحديد الانتماء  للوطن التي هي على اساس ارضية الدم الواحد والمصلحه المشتركه  بل خضعوا لما خلفته الانظمه الاستبداديه  والقوميه والطائفيه  التي قللت الانسجام والوئام بين الجميع  وسادت ثقافة ان البعض يقضي على الاخر  وصار الضحيه هو الوطن والمواطن  بعدم وجود رؤيه واضحه موحده لهما  فمنهم من يرى ان الوطنيه تكون بسب ايران والاخر بسب السعوديه او الكويت اوقطر او تركيا   فتشنجت كل العلاقات الاقليميه  ورغم ان العراقيين بكل طوائفهم قدموا التضحيات  سابقاً وهم اليوم حطب  لهذه النار المشتعله  فالمتصدين لسدة السياسه لم يعالجوا تلك الجراح  بل حاولوا الاستفاده منها والتسلق عليها  لأجل ارضاء الأنا  في دواخلهم  فوجد المواطن نفسه ضائعاً مضيعاً  بين التقسيمات القوميه والطائفيه والمصالح الفئويه  والحزبيه  فالوطن هو من يضمن حقوق  المواطنه والمساواة والعداله الاجتماعيه  وضمان الاستقلاليه وسيادة الفرد في البلاد  ويرعى حقوقه  الامنيه  والاقتصاديه  والخدميه  والعيش بكرامه  لكن المزايدات البائسه والاستهتار بحق  المواطنه  وتأويل  طموح المواطن  وفق مصالحهم الضيقه  يغيب روح المواطنه  وتتعالى امتيازات المسؤول على حق المواطن  وابتعاد المسؤول عن دائرة الخطر والقتل والتهجير والاباده الجماعيه وقلة الخدمات  ويصبح فيه المواطن سلعه رخيصه تباع بأبخس الاثمان  ويهدده وجوده في الوطن ويرى ان الوطن يحقق مصالح الطبقة النافذة على  الاغلبية الشعبية  اليائسة وبذلك يتحول الوطن الى وحش يفترس المواطن..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=23861
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 11 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15