• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : وطني بين ثنايا الدولار ! .
                          • الكاتب : علي محمود الكاتب .

وطني بين ثنايا الدولار !

 أسعد يا شعبنا  فقد قرر بعض قومنا أن يتقنوا لعبة المراهنة والمراهقة السياسية ، بعد أن تنازلوا طواعية عن وحدة الوطن و القرار ، حين جعلوا من بلادنا والتي ضحى ومات لأجلها مئات الآلاف من الشهداء ، سوق للنخاسة ولمن يدفع بسخاء وبالمزاد العلني ثمن فك الحصار !

أسعدوا ولا تنتظروا سواعدنا فقد شخنا وماتت أحلامنا ، وولى فينا زمن البسالة و زمن الكرامة والعزة ولم يتبقى في ذاكرتنا من فلسطين وعن القدس واللاجئين ، إلا علم ممزق ورايات هشة وشواهد للقبور ومزاد علني أراد البعض ان يعلن من خلاله ان الوقت قد حان لاقتناص الفرص وحصر أحلامنا في معونة أميرية و مشاريع فئوية لتثبيت أقدامنا العرجاء في الهواء !

أسعدوا يا أبناء بلدي الكرام ، فبعض أصحاب الجلالة والسمو والفخامة أتوا لجزء غالي من وطننا بحقائب ممتلئة بالدولار  وبراميل منتفخة بالنفط والسخام و الرخام لرصف الطرق ، ليطبقوا بذلك نظرية فك الحصار وان ببصيرتهم الفذة قد أيقنوا ، أنها الوسيلة المثلى لينسى هذا الشعب قضيته الأم والتي تعكر مزاج العم سام ، ولتذهب القدس والأرض والوحدة والعرض الى موائد النسيان !

أسعدوا يا أبناء أمتي الممزقة فقد حان وقت الحصاد ولتقفوا صف طويل على نواصي الطرق مهللين مزغردين ، فقد جاء صلاح الدين ولكنه على خلاف توقعنا فهو بلا جيش وبلا رمح أو بلا سيف ، بل بموكب مهيب وسيارات صنعت في بلاد العم سام وبعباءة طويلة ليعلمنا أصول الحياكة السياسية في سلب القرار !

أسعدوا أن شئتم ، ولما لا ؟!  فبعد اليوم لا خوف ولا رعب من طائرات ولا بوارج الاحتلال فلن تقصف غزة ثانية ، فقد ولى زمن العدوان والحصار والانكسار ، وبات من المؤكد ان العين بالعين والسن بالسن لان أميراً وعدنا بأن ينام أطفالنا بأمان وان فعل الدولار قي ساحة المقاومة والممانعة بات أقوى بكثير مما تظن إسرائيل فهو البطل والمقاوم المغوار !

أسعدوا أن شئتم فالخير قادم لشوارعنا وستضئ عتمة غزة لتغار منها الشمس في وضح النهار وستهدم مخيمات الصبر ليبنى عوضاً عنها منتجعات سياحية وملاهي لأبناء عمالنا العاطلين عن العمل ، فالرفاهية في فكر البعض ، جزء أصيل من أشكال صمودنا على الأرض ورسالة صارمة للعدو بأننا باقون عليها حتى آخر دولار  مهما تجبروا وتكبروا ، فبعضهم لا ينام الليل وهو ممسكاً  بالقلم في تخطيط وتدبير  مكار ليهنئ شعب غزة بحلاوة الدولار  !

فناموا أبناءنا ولا تهنوا ولا تحزنوا فاليوم يأتينا أميراً بالدولار وغدا تكبر سعادتنا حين نصبح كياناً داخل كيان ولما لا  …..؟ ! فلقد قرر العم سام




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=23682
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 10 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15