نِعْمَ العليُّ، ونعمَ الاسمُ واللقبُ
|
|
يا منْ بهِ يشرئبُّ الأصلُ والنسَبُ
|
الباذخانِ: جَناحُ الشمس ظِلُّهما
|
|
والهاشميّان: أمُّ حرّةٌ وأَبُ
|
لا قبلُ، لا بعدُ، في "بيت الحرام"، شَدَا
|
|
طِفلُ، ولا اعتزَّ إلاَّ باسْمِهِ رجَبُ
|
يومَ الفسادُ طغى، والكُفْرُ منتشرٌ
|
|
وغطْرسَ الشِرْكُ، والأوثانُ تنتصبُ
|
أَللهُ كرَّمهُ، لا "للسجود" لها
|
|
ولا بمكّة أصنامٌ ولا نُصُبُ
|
منذورةٌ نفسهُ للهِ، ما سجَدَتْ
|
|
إلاّ لربّكَ هامٌ، وانطَوْتْ رُكَب
|
هو الإمامُ، فتى الإسلام توأَمُهُ
|
|
منذُ الولادة، أينَ الشكُّ والرِيَبُ؟
|
تلقَّفَ الدينَ سبّاقاً يؤرّجُهُ
|
|
صدرُ النبي، وبَوْحَ الوحيِ يكتسبُ
|
عشيرٌه، ورفيق الدرب، "كاتُبه"
|
|
في الحرب والسلم، فهو الساطعُ الشُهُبُ
|
بديلُهُ، في "فراش الدرب"، فارسُه
|
|
وليثُ غزوتِه، والجحْفلُ اللَّجِبُ
|
سيفُ الجهاد، فتىً، لولاه ما خفقَتْ
|
|
لدعوةِ اللهِ، راياتٌ ولا قُطُبٌ
|
إنْ برَّدَتْ هُدْنةُ "التنزيلِ" ساعدَهُ
|
|
كان القتالُ على "التأويل"، والغَلَبُ
|
أيامَ "بدرٍ" "حُنينٍ" "خنَدقٍ" "أُحُدٍ"
|
|
والليلُ تحتَ صليلِ الزحْفِ ينسحبُ
|
والخيلُ تنهلُ في حربِ اليهودِ دماً
|
|
ويومَ "خيبر" كاد الموتُ يرتعِبُ
|
ولوْ كان عاصَرَ عيسى في مسيرتهِ
|
|
ومريمٌ في خطى الآلامِ تنتحبُ
|
لثارَ كالرعد يهوي ذو الفقار على
|
|
أعناقِ "بيلاطُس البُنْطي"، ومَنْ صلَبِوا
|
ما كان دربٌ، ولا جَلْدٌ وجُلْجُلةٌ
|
|
ولا صليبٌ، ولا صَلْبٌ ولا خشبُ.
|
تجسّدَتْ كلُ أوصافِ الكمال بهِ
|
|
في ومْضِ ساعدهِ الإعصارُ والعطَبُ
|
الصفحُ والعفوُ بعضٌ من شمائِله
|
|
وبعضُه البِرُّ، أمْ من بعضِه الأدبُ
|
مّحجةُ الناس، أقضاهُمْ وأعدلُهمْ
|
|
أدقُّ، أنصفُ، أدعى، فوقَ ما يجبُ
|
يصومُ، يطوي، وزُهْدُ الأرضِ مطْمَحُهُ
|
|
والخَلُّ مأكَلُه، والجوعُ والعُشُبُ
|
يخْتَالُ في ثوبهِ المرقوعِ، مرتدياً
|
|
عباءَةَ الله، فهْيَ الغايةُ الأرَبُ
|
مَنْ رضَّع الهامَ بالتقوى، فإِنَّ علي
|
|
أقدامِهِ، يُسفَحُ الإبريزُ والذهَبُ..
|
على منابرهِ، أشذَاءُ خاطرِه
|
|
ومن جواهرِه، الصدَّاحةُ الخُطَبُ
|
ومِنْ مآثره، أحْجى أوامرِه
|
|
ومن منائرِه، تَستمْطِرُ الكتُبُ
|
إنْ غرَّدَ الصوتُ هدّاراً "بقاصعةٍ"
|
|
كالبحرِ هاج، وهلَّتْ ماءَها السُحُبُ
|
أوِ استغاثَتْ به الآياتُ كان لها
|
|
روحاً على الراح، يا أسخاهُ ما يهبُ...
|
يَذُودُ عن هادياتِ الشرعِ، يَعْضُدُها
|
|
والحقُّ كالصبحِ، لا تلهو بهِ الحجُبُ
|
هو الوصيُّ على الميثاق، مؤتَمنٌ
|
|
على تراثِ نبيَّ الله، منتَدبُ
|
هو الخليفةُ، ما شأْنُ "السقيفة" إنْ
|
|
طغَتْ على إهلها الأهواء والرِتَبُ
|
"أْنذِرْ عشيرَتَك القُرَبى" فأنذَرَها
|
|
وقالَ ربُّك قولاً فوقَ ما طلَبُوا
|
ما غرَّهُ الغُنْمَ، فاغتابوا تفجّعَهُ
|
|
على الرسول، ودمعُ القلبِ ينسكبُ
|
شّتانَ بين لظى المفجوع، يُرهُبه
|
|
هولُ الفراغ، وذاك المشهدُ العجَبُ
|
وبين مَنْ هَامَ في أحلامهِ شغفاً
|
|
فراحَ يلعبُ فيه العرضُ والطلبُ...
|
ما همَّ أن يستحقَّ الغَبْنَ، ما سلِمَتْ
|
|
للمسلمين أمورٌ، وانجلتْ نُوَبُ
|
فكان للخلفاءِ، الدرعَ واقيةً
|
|
وللخلافةِ ظلاً، ليس يحْتجبُ
|
لولا عليُّ، لما استقوى بها عمَرٌ
|
|
يوم "النفير" ولولا المرشِدُ النَجِبُ
|
وكان من خطر "الإقطاع"، أنْ هُتِكَتْ
|
|
أركانُ أُمَّتهِ، والشعبُ منشَعِبُ
|
قفْ... هل تساءلتَ كيف المسلمون غدَوْا
|
|
مِنْ بعدِ بُعْدِكَ...؟ فاسأَلْ ما هو السببُ
|
ما سرُّ عثمان..؟ كيف الغدرُ حوُّلهُ
|
|
إلى قميصٍ، بهدر الدم يختَضِبُ
|
وكيف زلَّتْ خطى الإسلام، وانحرَفَتْ
|
|
عمّا وقَتْهُ رموشُ العينِ والهُدُبُ
|
أين التعاليم..؟ والقرآنُ مندثرٌ
|
|
والشرعُ يحكمُ فيه الطيشُ واللَّعِبُ
|
والدينُ تاهتْ أحاديثُ النبيَّ بهِ
|
|
فحرَّفوها خِداعاً، كيفما رغبوا
|
والجور سادَ، وضلَّتْ أمةٌ، وبَغَتْ
|
|
على بنيها، وطَيْفَ الله ما رَهِبوا
|
ومُزَّقَتْ فِرَقٌ، إنْ خفَّ رَكْبُهمُ
|
|
تلقَّفتْهُمْ جذوعُ النخْلِ والكُثُبُ
|
سيفُ الإمامِ حَبَا الإسلامَ عِزَّتهُ
|
|
بأيَّ سيفٍ همُ أشياعَه ضربوا...!
|
لم يسْتَسِغْ بَيْعةً إلاّ ليكْلأَها
|
|
نهجُ الرسول، وبالآياتِ تعتَصِبُ
|
فقاوموه.. لأنَّ الشرَّ ما خمدَتْ
|
|
أدراُنهُ، وجنودُ الشرّ ما احْتَجَبُوا...
|
بأيَّ روحٍ إلهيَّ يمدُّ يداً
|
|
"لإِبْنِ مُلجَمَ"، وهو النازفُ التَّعِبُ
|
فسطّرَ النبلَ دستوراً وعمَّمَهُ
|
|
كالنور في الأرض، تستهدي به النُجُبُ
|
وكَّبلَ الزمنَ المرصودَ في يدِه
|
|
كأنَّهُ، مَلِكَ الإيحاءِ يصْطَحِبُ
|
هو الخلودُ، ومصباحُ السماءِ فلا
|
|
يغيبُ... ما غابَ، إلاّ وهو يقتربُ
|
إنَّ الإمامَ هنا، سيفُ الإمام هنا
|
|
صوتُ الصهيل هنا، والوقْعُ والخبَبُ
|
كالنجم تلتقطُ الأفلاكَ جبهتُهُ
|
|
إنْ غرَّبَ الضوء، ليس النجم يغتَربُ..
|
قمْ يا إمامُ، فإنَّ الليل معتكرٌ
|
|
"والحِصنُ" مرتفعٌ والأُفقُ مضطَرِبُ
|
همُ اليهودُ، وما نَفْعُ "المسارِ" إذا
|
|
سالَمْتُهمْ غدروا، هادَنْتَهُمْ وَثَبوا
|
يدورُ في عصرنا التاريخُ دورتَهُ
|
|
كمِثْل عهدِكَ، أينَ العهدُ يا عرَبُ؟
|
تَبَدَّدَت ريحُهُمْ في كلَّ عاصفةٍ
|
|
وفي الوقيعةِ، عذرُ الهاربِ الهربُ
|
ما بين منكفيءٍ في زهْوِ نَشْوتَهِ
|
|
وهائمٍ، دأْبُهُ العُنقودُ والعِنَبُ
|
وآفَةُ الشرْقِ، سفّاحٌ بمَقْبضِها
|
|
وليس يردَعُها شرَعٌ ولا رَهَبُ
|
راحَتْ تُصَهْيِنُ اسمَ الله فاسقةً
|
|
يا.. إنها شعبُهُ المختارُ والعَصَبُ
|
تُدَنَّسُ الطُهْرَ، والإيمانُ في دَجَلٍ
|
|
حتى على الله، كَمْ يحلو لها الكَذِبُ
|
فَجْلَجَلْ المسجِدُ الأقصى، يثورُ على
|
|
كُفْرٍ، وكبَّرتِ الأجراسُ والصُلُبُ.
|
داَنتْ لها جَبَهاتُ السّاحِ صاغرةً
|
|
وانشَلَّتِ الخيلُ، حتى استَسْلَمَ الغَضَبُ
|
وَرُوَّعتْ هِمَمٌ، واستَكْبَرَتْ أُمَمٌ
|
|
واستُقْطِبَتْ قِمَمٌ، واستُهْبِطَتْ قُبَبُ
|
حتى دَوَتْ وَثْبَةٌ ضجَّ الزمانُ بها
|
|
كأنها السيفُ فوقَ "الطُوْرِ" مُنْتَصِبُ
|
لجَّتْ بزأْرَةِ ليثِ الشامِ زمْجَرَةٌ
|
|
كأنَّ "قانا" على راحاتِهِ حلَبُ
|
يَشِدُّ أَزْرَ جنوبٍ، لمْ يمرَّ بهِ
|
|
رَكْبُ الفتوحاتِ، حتى قُطّعتْ رَقَبُ
|
فخاضَ عنْ أمَّةٍ حربَ الجهادِ فدىً
|
|
عنْ كلِ مَنْ غُلِبوا غدراً، ومَنْ نُكِبُوا.
|
هِيَ المقاومةُ السمراءُ هازجةٌ
|
|
رَجَّ الوطيسُ بِها، واهتزَّتِ الهُضُبُ
|
فكانَتِ الكربلائياتُ، صوتَ ردىً
|
|
"للخَيَبْريّين"، لا رِفْقٌ ولا حَدَبُ
|
هذي فلولُهُمُ، هذي جماجِمُهُمْ
|
|
كالرِجْسِ، تلفِظُها مِنْ أرضِنا التُرَبُ
|
إذا قضىَ منْ قضَى منهُمْ، قضَوْا أَلَماً
|
|
يا بئْسَهُمْ مَنْ بكَوْا حُزْناً، ومَنْ نَدَبُوا
|
وإِنْ شهيدٌ هوى مِنْ عندِنا صدَحَتْ
|
|
بلابلٌ، وتعالى الزهْوُ والطرَبُ.
|
هذا الجنوب دمٌ، والماءُ فيه دمٌ
|
|
ونَهْرنُا النهرُ سُمُّ إنْ هُمُ شَرِبوا
|
مِنَ الجنوبِ رَذَاذَاتُ الدماءِ سَرَتْ
|
|
إلى فلسطينَ، فاهتاجَ الدَمُ السَرِبُ
|
واستَبْسَلَتْ انتفاضاتٌ مُخضَّبةٌ
|
|
مَنْ قال: قَدْ ضاعَ حقٌ وهو مغتَصَبُ
|
مَنْ أوقدوها لظىً كانوا لها حطباً
|
|
والنارُ إنْ أُجّجَتْ، فَلْيُحْرَقِ الحَطَبُ
|
قمْ يا إمامُ وسُنَّ العدلَ في زمَنٍ
|
|
خرَّتْ رؤوسٌ بهِ، حتى علا الذَنَبُ
|
وسُنَّهُ السيفَ، يأبى ذو الفقارِ ونىً
|
|
إنْ حَمْحَمَ السيفُ عضَّتْ غِمْدَها القُضُبُ
|
سادَتْ جبابرةُ الإرهابِ ظالمةً
|
|
فهي العدالةُ، والمظلومُ مُرتَكِبُ
|
الأقوياءُ على خير الضعيفِ سَطَوْا
|
|
مَنْ يسْلُبِ الخيرَ، غيرَ الشرَّ لا يَهِبُ
|
فارْدَعْ بزَنْدِكَ وإِليهُمْ وعامِلَهُمْ
|
|
فأْنتَ مثلُكَ مَنْ يُخْشىَ ويُرْتَقَبُ
|
وازْجُرْ بأمْرِك وإِلينا وعاملَنا
|
|
مالُ اليتامى حرامٌ، كَيفَ يُسْتَلَبُ
|
ما جاعَ منّا فقيرٌ طوْعَ ساعدِه
|
|
إلاَّ بما مُتَّعَتْ أشداقُ من نَهَبُوا
|
رجوتكَ أغْضَبْ، على الأخلاقِ حُضَّهُم
|
|
"لأنَّ مَنْ ذهبَتْ أخلاُقهمْ ذهبَوا
|