انتشر في الآونة الأخيرة مع بداية الثورات العربية مصطلح ( البلطجة)،
وكنّا في البداية بمجرد أن نسمع بهذا المصطلح تذهب أذهاننا إلى العنف
والضرب بمعناه الجسدي إلا أنه اتضح بأن المعنى أشمل من ذلك فقد تعدى إلى
أنواع ومفاهيم شتى من ( البلطجة) من بلطجة فكرية وأدبية والالكترونية
وغيرها ، وكلها فيها تجنّي وتعدي على حقوق الآخرين.
والكلام هنا سيكون عن النوع أو المفهوم الأخير وهو البلطجة الالكترونية .
ونقف قليلا عند المفهوم العام أو التعريف العام للبلطجة حيث تعرف بأنها
نوع من التنمر يفرض فيها البعض الرأي بالقوة والسيطرة على الآخرين
وإرهابهم والتنكيل بهم.
وللبلطجة مظاهر مختلفة معظمها يصب في السلوكيات غير الأخلاقية كالتعليقات
النابية والمسببة لتوتر الطرف الآخر الذي تعرض لتلك البلطجة.
وطبعا أعظم ما يمثل البلطجة الالكترونية هو اختراق المواقع والايميلات
والصفحات الرسمية والشخصية وهذا هو ما يحدث هذه الأيام بشكل كبير حتى أنه
قرأنا في الصحف المحلية والمواقع الالكترونية أنه تم اختراق موقع إمارة
حائل وإدارة التربية والتعليم بالقصيم لأكثر من مرة في فترة وجيزة.
وهذا ما حدث لي شخصيا فقد استيقظت في يوم الجمعة على ( يوم إلكتروني
أسود) ، فبعد أن زرت صفحتي الشخصية على الفيس بوك غادرتها وإذ يفاجئني
أبنائي بقولهم بأن حسابي في الفيس بوك لايزال مفتوحا وقفت متعجبا وما هي
إلا ثوان معدودة وإذ بأحد أبناء العمومة يتصل قائلا ، هل طلبت مني منذ
قليل على الفيس بوك بطاقة شحن ؟! فردد عليه بالنفي القاطع وهو يعلم ذلك ،
فقال يبدو أن صفحتك وإيميلك قد سرقتا ، وقد علمت سبب اتصاله هو قبل
البقية لكونه هو أيضا قد سرقت صفحته وحسابه من قبل.
ولا أعلم واقعا إلى متى يظل أمثال هؤلاء يعبثون بحقوق الناس الشخصية
والفكرية ، ومن يتصدى لهم ياترى ليوقف هذه الترهات ويرجع الحقوق المسلوبة
إلى أصحابها.
|