نظمت هذه القصيدة تحت عنوان (عراقُ الخير ِ يُستلبُ) ,إثر الأجتياح التركي للأراضي العراقية , إذ دخلت الجيوش بعمق أربعين كيلو متر , ووصلت أبواب الموصل الحدباء في (تموز 1997) , ولم تستنكر أو تشجب هذا الأجتياح ولا غيره من الاجتياحات المتكررة أي دولة عربية أو أجنبية , وكأنّ الأمر طبيعي , ولم أقرأ أي قصيدة تدافع عن الوطن ضد الأجتياحات !! - دلوني يرحمكم الله , ربما تفوتني بعض الأمور - , وأنا أطالب بحسن الجوار مع تركيا الجارة , وفقاً لعدم التدخل بالشؤون الداخلية لبلدينا , وضد تدخل أي دولة وبأي شكل من الأشكال بالشؤون الداخلية للعراق سواء من تركيا أوإيران أودول الخليج أوالدول العربية والأجنبية , وهذا لا يتم مطلقاً إلا بوحدة أهل العراق جميعاً دون قيد أو شرط إلا من تلطختْ أياديهم بدماء العراقيين - لعلكم تسمعون أيها السياسون !! - القصيدة من (مجزوء الوافر) , نظمت في دمشق خلال الأيام نفسها :
نعيمــاً أيّــــها العربُ *** وكــلُّ ترابكــــمْ ذهــبُ
إذا حلـّتْ بنا النّوبٌ *** فأينَ اللهُ والنــّسبُ ؟!
وأينَ محمدُ المبعو *** ث ُفينا والرجا عتبٌ ؟!
إذا لم نألــفُ القربى *** ثقوا الدّنيـا ســتنقلبُ
فإنْ صكـّتْ مسامعكمٍ*** عراقُ الخير ِيُســـتلبٌ
يعيث التركُ في شطرٍ**وتلهو في الدّجى(الرّتبُ) (1)
وفي أشطاره الأخرى *** يجولُ الغربُ واللعبُ (2)
فلا واللهِ لا يبـــــــقى *** على أرض ٍلكمْ عــربُ
ونصقلُ صوتَ(قائلنا)**عروسُ العربِ تـُغتصبُ (3)
فلا(القدسُ)الشريفُ لكم**وفي(أوراسكمْ)صخبُ (4)
لقد هُــــــزّتْ مرابعكمْ *** وما اهتزّتُ لكم رقبُ
ومَنْ أعذارهُ ســـببٌ*** فهلْ لشــــهامةٍ سببُ ؟!
فأرضُ شمالنا الأمجا *** دُ والأجدادُ والنجبُ
وأرضُ شمالنا التاريـ *** ـخُ والحضّارُ والغِيَبُ
وأرضُ شمالنا الصحرا*** ءُ والغبراءُ والجدبُ!!
فلا نرضـــى بتدنيس ٍ *** لهـا واللهِ إنْ لجبــــوا
فأرضُ شمـــالنا كردٌ *** لهمْ أرواحــنا قـُـــربُ
وأرضُ شمالنا الحدبا ** ءُ عربــانٌ إذا انتســبوا
وأرضُ شمالنا بغدا *** دُ والفيحـاءُ والقبََـبُ
فأرضُ شــمالنا نارٌ** لمنْ عبثوا ومن غصبوا
وأرضُ شمالنا نورٌ ***لمن ضلـّوا ومن غربوا
فهلْ ذكر الورى نعماً*** فمنها السعدُ والرحبُ
وذاكً المـاءُ رقراقٌ *** يردُّ الـروحً إذ ْ شربوا
****************************
وكمْ بعروبهٍ نشــدو *** أليس لحسّـها عصبُ؟!
كأنَّ الدّهـرَ أقنعــنا *** لعقبى كـُربةٍ كـُــــربُ !
فإنْ خارتْ عزائمنا *** فمنْ أمـــواتنا نثــبُ !
وإنْ سبتتْ ضمائرنا ***ستبعث ٌروحَها الحقبُ
وإنْ جمدت جوارحنا*** فمن أصــــلابنا اللهبُ
فلا يأسٌ ســـيركعنا*** ولا غاصتْ بنا الرّكـبُ
وإنّ عراقُ هــارون ٍ*** ومعتصم ٍومَــنْ نجبوا
سيبقى والسحابُ الجو**نُ رهنَ الكفِّ إذْ طلبوا
فقـــرآنٌ وأنجيــــــلٌ *** واســــمُ اللهِ والكــُتبُ
لقدْ بُعثـــتْ بمربعنا *** فأيُّ رســـالةٍ كـــــذبُ؟!
***************************
نعيماً أيُّها العــربُ*** وكلُّ شــقاقكمْ عـــجبُ
شققتمْ روحً(أحمدكمْ)**ومـــا لملمكمُ (الصُحبُ)
فإنْ قطرتْ لهمْ قطرٌ*** هنيئـــاً للـّذي شـربوا!
فلا مصرٌ بها مصـرٌ*** ومنبعُ نيـــلها حلــــبُ
ولا أرضُ العراق ِ لنا*** إذا ما الشــامُ تنتحبُ
وإنْ دمعتْ أراضــينا*** فكيفَ لمكـــة َ الطربُ؟!
وإنْ لفًّ المحيطَ دجىً *** فليسَ ببرقـــةٍ سـحبُ
إذا لــمْ نألـفِ القـُربى *** فحـــدّ ُ اللهِ قـــدْ يًجــبُ
وإنْ لـــمْ نتـّحدْ أفقـــاً***فإنـّــا أمّـــة ٌ غضـــــبُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) (الرتب) : اركان النظام السابق في حينها.
(2)اللعب : من يتدخل ويلعب بمصائر الشعب العراقي من الدول المجاورة الأخرى
(3) تضمين لقول مظفر النواب (القدس عروس عروبتكم).
(4) أوراسكم : جبال الأوراس في الجزائر حيث كانت المعارك والذبح على أشدهما ,
|