مازالت كلمات الاعرابية في قصر الفرعون المصري ترنّ في أذنيّ وهي تقول " اللهم اجعل ابني محظوظاً.. ولاتجعله موهوباً لكي يخدمهُ أصحاب المواهب" .
نعم سيدتي الاعرابية فانا اعرف مسؤولين واصحاب مناصب في الدولة العراقية لم تصلهم عمليات الانشطارات التي تحدث عند الافراد في خلايا المخ الى الان فخلاياهم ثابته منذُ الولادة والى ان يودع الارض غير مؤسف عليه..ولكنه حظي بما لم يحظ به الموهوبون لانه مشمول بدعاء الاعرابية..تخيل انك تعيش في بلاد لاتولي أي اهتمام للثقافة والابداع ويتساوى فيه الشارد والوارد..
فالمؤسسات غير مهتمه بهذه الشريحه وكانهم يغردون خارج السرب مع ان الكثير منهم يحصد الجوائز في مجالات الادب والشعر والفنون الاخرى والاغرب من ذلك وجود شخصيات ثقافوية تمارس فعل الثقافة والوعي كالشاعر حسن السنيد ود.علي الشلاه والشاعر فوزي اكرم لكنهم لم يحركوا ساكناً في المياه الراكده بل انهم مشغولون بالسياسة .
فلم نرهم الا وهم يتصدون لموقف سياسي اطلقه احد الفرقاء لايتماهى مع توجه كتلهم حتى ان احدهم غادر نهائياً لمركز ثقافي كان يقيم امسية في كل اسبوع وكأن السياسة قد ابتلعته.
تصوروا ان احدى الدول المتقدمة تمنح للاجئيها من المثقفين مبلغ (800)دولار شهرياً لكي يمارس فعل الكتابة والقراءه في الوقت الذي يعاني الكثير من ادباء العراق في بلدهم من شظف العيش ويقوم بالكتابة لاجل النشر في الصحف التي تستهلك ابداعاته مقابل مبلغ بخس لا يسدّ جوعاً فمتى ينتبه اعضاء مجلس النواب الى تشريع قانون يحفظ للمثقف العراقي ماء وجهه؟
ان الامم يؤرخ لها بمبدعيها فلم تذكر البصرة على سبيل المثال الا وذكر السياب في الوقت الذي مرّت بها مئات المواقف وتسابق على حكمها العشرات وكذلك الدول والامم .
دعوة نوجهها للاهتمام بهذه الشريحة التي دفعت ضريبة الانتماء للمبدأ والقيم في زمن الطاغية!! |