تسعة اشهر هي المدة التي يقضيها الجنين في بطن امه ليخرج الى الدنيا بشرا سويا . وهو الوقت الذي يستغرقه ليتكامل في رحم امه . اما اذا جاء قبل هذه المدة فتتخذ معه بعض الاجراءات الطبية المعروفة .
نفس المدة التي يحتاجها الجنين ليكتمل جسديا, احتاجها السياسيون في العراق حتى يعلنوا عن تشكيل الحكومة الرابعة بعد التغيير . الحكومة كالانسان يجب ان تكون متكاملة وسليمة حتى تستطيع ان تدير البلاد والعباد .
التسعة الاشهر التي قضاها السياسيون في مخاض تشكيل الحكومة لم تكن كافية لانجاب حكومة سلمية من العاهاتحتى تتمكن من ادارة مرافق الدولة . الحكومة كانت مشوهة المنظر غير مستوية الخليقة . جعلت من البعض يضحك منها ساخرا ومتشفيا . وجعلت من البعض الاخر يبكي حسرة وألما .
فالثقافة تسند لرجل ادار الجهاز الامني والعسكري فأين تلتقي ( الاستعاد والاستارح ) مع القوافي والاوزان الشعرية الراقصة والجميلة . واين اوجه التشابه بين القلم والبندقية . والتعليم العالي والبحث العلمي التي تخرج الاجيال والعقول والطاقات وقادة الغد , تسند لرجل مثل السيد \" علي الاديب \" قضى جل حياته في المقاومة والمعارضة ضد النظام الدكتاتوري السابق . الم يخجلوا عندما وضعوا هذه الاسماء لهذه المناصب ؟ لقد فقدوا الحياء والخجل ومن يفقدها يفعل ما يشاء كما تقول الحكمة .
واين المرأة ؟هل عقمت الارحام عن انجاب النساء ؟ ام هي عورة وناقصة العقل والحظ والايمان حتى لاتسند اليها الا وزارة واحدة ؟ مقابل هؤلاء كم يملك العراق من الاسماء التي لها تاريخ طويل في الثقافة والتعليم والسياسة والاقتصاد الخ كنا نتمنى ان نتجاوز اخطاء الماضي وان نضع الرجل المناسب في المكان المناسب , لكن هذه المرة ظهرت لنا الطائفية المقنعة التي هي اشد خطورة من الطائفية نفسها , تحكمت بأسناد مناصب خطيرة ومهمة لغير مستحقيها . علينا ان نفقد التفاؤل بهذه الحكومة ولاننتظر منها شيء ايجابي . لست متشائما او متحاملا او بعثيا لكن رب العائلة اعترف بأن افراد عائلته دون مستوى الطموح والاعتراف سيد ادلة
|