منذ وقت مبكر حذرنا وعلى رؤوس الاشهاد من القضم التدريجي لمفردات البطاقة التموينية تحت هذه الذريعة او تلك وقلناها علنا ان وزارة التجارة تعمل على شطبها من لائحة اولويات فقراء الوطن الذين يرون فيها مظلتهم للحماية من غائلة الجوع الاسود والارتفاع الجنوني للاسعار في الاسواق المحلية ولا نتجنى اذا ما قلنا ان الوزارة على امتداد السنوات الماضية ظلت تماطل وتراوغ وتعطي الوعود وتوزع الابتسامات الصفراء وتنثر التصريحات (الفاشوشية) لتطمين المواطن العراقي ومحاولة امتصاص غضبه بطرق كاريكاتورية ساذجة وكانت الوزارة تدرك جيدا وتعلم علم اليقين ان تقليص المفردات دفعة واحدة سيجعلها في دائرة الاتهام وستنهال على رؤوسها لعنات الشعب خصوصا انها لم تسجل (حسنة) واحدة في تأريخها المليء بـ(الحفر والطسات) والاخفاقات ولكم تمنينا ان تلغى هذه الوزارة ويعهد بها الى دائرة متخصصة فقط بشؤون البطاقة التموينية، ولكن ليس كل ما يتمنى المرء يدركه.. تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن.. واتساقا مع ما ذهبنا اليه فقد زف مصدر مسؤول في وزارة التجارة امس الاول بشرى سارة مفادها ان التجارة بصدد تقليص مفردات البطاقة التموينية الى اربع مفردات وفق خطة الوزارة لعام 2011 بعد ان كانت خمس مفردات بعد الغاء مادتي الشاي لتصبح القائمة (رز وطحين وسكر وزيت) ، ومن المؤمل ان تشرع الوزارة بتطبيق هذه الستراتيجية الكبرى مطلع الشهر المقبل..
ايتها الحكومة .. ايها البرلمان.. ايها الساسة.. تذكروا ان خبز الناس اليومي مقدس وان محاربتهم عن طريق مفردات البطاقة التموينية رغم شحتها انتكاسة وطنية خطيرة ولابد من حلول سريعة فليس كل الشعب (فايخ) وليس كل الشعب اصحاب املاك وعقارات وارصدة وفللاً في دول الجوار.. واتقوا الله والعاقل يفهم.
|