• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : حكم اعدام الهاشمي والتناحر السياسي .
                          • الكاتب : سهيل نجم .

حكم اعدام الهاشمي والتناحر السياسي

حكم الاعدام الغيابي بحق طارق الهاشمي أثار موجة من التناقضات السياسية وغير السياسية والجميع يعرف ان الاجراءات التي رافقت المحاكمة والتحقيقات كان البرلمان العراقي مطلعا عليها وعلى سير التحقيق مع المتورطين معه من حماياته والعاملين في مكتبه ، لا بل اكثر من ذلك انما هناك عدد غير قليل من الاخوة في المكون السني ويتسنمون مواقع رفيعة في الدولة العراقية قد حضروا عدد من المرافعات القضائية خلال فترة محاكمته وكانت الحقائق واضحة امامهم ولو لم تكن هناك ادلة دامغة على تورط الهاشمي في تلك الجرائم لما كنا نرى هذا الصمت المطبق عند كثير من قيادات العراقية فلم نسمع سوى بعض الفرقعات هنا وهناك لبعض من هؤلاء المتصدين الذين يصرون على التغريد خارج السرب وهم ذاتهم اليوم نسمعهم يهرجون في الصحف والاذاعات والفضائيات مع من التحق بهم من الطبالين العرب في دولنا العربية وقد كانت ردود الافعال واضحة ومتوقعة قبل صدور الحكم في كل من تركيا وقطر والسعودية والادرن ودول خليجية اخرى والمضحك ان القطريين ارادوا ان يعبروا عن غضبهم استعانوا بالخدم الاسيويين ليخرجوا معهم بتظاهرة وسط الدوحة احتجاجا على قرار الاعدام والمساكين يهتفون خلال المسيرة ولا يعرفون ما يقولون ولماذا هم يتظاهرون؟ والغاية من ذلك هو كثرة السواء في الشارع كي يظهروا للعالم ان الشعب القطري وحكومته يعملون على نفس المنوال في تدخلهم بالشأن الداخلي لدول عربية اخرى منها من سقطت انظمتها ومنها من يحاولوا دس انفهم في سياساتها ، وهذا الامر لم يتوقف في تلك الدويلة بل تعداها حتى الى اكبر دولة في العالم هي امريكا التي كان ابدت هواجسها من هذا الحكم وانه يمكن ان يؤدي الى حالة من التفكك السياسي في العملية السياسية في العراق وتأتي هواجس الولايات المتحدة الامريكية بسبب خوفها على التجربة التي يمكن ان تكون ديمقراطية ولكن ليس بامتياز ، كما اهتز شارب زعيم السلفية الكويتي النائب الطباطبائي وبدأ يصرخ عاليا متهجما على الحكومة العراقية والقضاء العراقي والمفارقة ان هذا الرجل يكره كل شيء في العراق ولا يحب غير أمثال هؤلاء الذين يديرون الارهاب في هذا البلد ولعل التاريخ يحكي لنا كم يحمل من الحقد على الشعب العراقي ولذلك نراه يريد ابقاء المجرمين المتحكمين بالارهاب طليقي الايدي كي يشفي غليله من هذا الشعب المظلوم فأي دونية انسانية يحملها امثال هذا السلفي الطباطبائي ، ولم تمر هذه الزوبعة على جريدة الشرق الاوسط السعودية الصادرة في لندن دون ان تتموضع في الخطابات النارية التي ترافق هذه الحملة المشبوهة فيكتب فيها عبد الرحمن الراشد مقالا تحت عنوان رئيس الوزراء يطارد نائب الرئيس فيجعل مصير سنّة العراق كلهم في خانة رجل واحد أدين بالارهاب والقتل والتدمير ولا ادري هل يعلم السيد الراشد ان أغلب الشارع السني مل من تلك العناوين لشخصيات لم تجلب لهم غير البلاء واسكنت اليها الكثير من الجماعات المسلحة التي دمرت حياتهم المنظمة وجعلتها في مهب الريح ما اوصلهم الى حالة النقمة تلك.

من المؤكد هناك الكثير من السياسيين سوف يقفزون على كل الاستحقاقات ويركبون الموجة لانهم لا يصيدون صيدهم إلا في الزوابع وهذا هو حال الكثيرين سواء من هم داخل العراق من سياسيينا الفلتة الذين يتنازعون على لحمة الميتة لانه من الظاهر ان فيها البركة رغم حرمة اطعامها.

للأسف وسط كل هذا الضجيج الاعلامي والسياسي لم نسمع من المعترضين والناقمين على قرار الاعدام الذي لم يميت الهاشمي بعد أنهم تسألوا من هم الضحايا الذين كانوا بدمائهم سببا في اعدام الهاشمي وغيره من المتورطين ، اين هؤلاء الضحايا كيف يعيش ذويهم وكيف يتسامرون ويضحكون اطفالهم ولماذا حرم هؤلاء الاطفال من الابوة ولماذا القتل؟ ولماذا ،ولماذا، ولماذا؟ أسئلة كثيرة لم نجد حلا لها  من اجل ارضاء الضحية فعلا لا قولا، وستبقى تلك الدوامة لن تنتهي طالما هناك نفوس مريضة في واقعنا العراقي والعربي وعلى حد سواء.      


كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : *********************** ، في 2012/10/04 .

***********************





  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=21796
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 09 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15