• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : العراق والكويت يفتتان عقد الماضي .
                          • الكاتب : القاضي منير حداد .

العراق والكويت يفتتان عقد الماضي

 تتضامن امريكا مع بريطانيا في تنسيق متقن للمواقف، ارتقى فوق عقد الماضي، حين تمسك التاج البريطاني بمستعمرة العالم الجديد.. امريكا، فكان ما كان من قتال وحروب اسفرت عن رضوخ التاج من تعاليه الى ارض الواقع، طاويا صفحة التسمية لتأسيس مصطلح علائقي جديد، من (مستعمرة بريطانية) الى (دولة حليفة).

ما حصل من العراق ابان حكم صدام بحق الشقيقة دولة الكويت، يفوق قسوة البطش المتبادل بين الامريكان والبريطانيين، الى ان انفصلت امريكا عن بريطانيا، ثم تجاوزاه لصالح تحقيق وضع دولي خدم البلدين.. الولايات المتحدة الامريكية التي سرقت الاضواء، وبريطانيا التي افل عنها الضوء وخفت بريقها، ففاءت عليها امريكا بشعاع قمر ونور شمس وضوء مصباح، جعلهما تتسيدان العالم، بالتثالث مع اسرائيل من حيث لا نعلم، وان علمنا فلا نملك وسيلة لدرء ما نحن به عالمون.
انه نظام كوني محكم الابعاد.. متقن الاجراءات، يسير بموجبه الجميع، ومن ينشز يلدغ بتيار خفيف، يقوم اداءه اتساقا مع الآليات المرسومة للاسرة الكونية التي باتت امريكا وبريطانيا ابواها، ولا يتيحان لابن عقوقا يقلق الاسرة.
اما من شاء العقوق فانه ينسف ولا يجد الا (الزاغور) الذي لم يحمِ الطاغية صدام حسين، بانتظاره، في حين تتكامل تجربة بافلوف من حيث الجزرة للارنب المطيع واللدغة الكهربائية، لنفس الارنب، ان عصا...
العصا لمن عصا والتيار الكهربائي، يتلقيانه.
احيانا تعاقب امريكا (دعاميصها) من دون سبب واضح، والعالم كله في بركتها صغار ضفادع سابحة (تلبط) تحت اشرافها.. تعاقبها متى شاءت؛ بقصد تمرير قضية ما؛ ضمانا لتحرزات في المدى غير المنظور من قبل تلك الشعوب القاصرة عن قدرها بقياسات الانتداب التالي على الحرب العالمية الاولى.
وما افتعال ازمة (عودة الفرع الى الاصل) ليلة 2 آب 1990 التي لا صباح لها، الا انموذج لعقوبات ذات ابعاد غير منظورة من قبل الشقيقين.. الكويت والعراق.. اللذين وجدا نفسيهما ضحيتي حماقات الديكتاتور صدام حسين، الذي سيقت خطواته.. مثل ثور هائج.. الى ما يريدون، فكان ما كان من شؤم غزو الكويت...
اتعاظا بالكبار، اتمنى.. وهذا ما اجده آخذاً بالتحقق.. ان تسمو الكويت على عقد الماضي.. تفتتها بهدف التسامح البَناء، الذي يقي الاجيال هوج الثارات، بدرع من تأملات وعي الحكومتين الرشيدتين في البلدين الشقيقين.
التآزر بين العراق والكويت.. بالحق، ممكن ان يأخذ تمظهرات اقتصادية وسياسية واجتماعية، يجري بموجبها التنسيق الفعال الذي يخدم مصالح البلدين، تكاملا مع الانتظام الاجتماعي.. الخال وابن اخته.. يحدو ركب الشعبين الى تخطي آثار الكبوة الحمقاء التي ذهب منها صدام حسين الى حتفه، بعد منازعة موات دامت ثلاثة عشر عاما، ابتدأت بهزيمة عسكرية من ابشع ما عرف التاريخ.. مرورا بحصار ارمض الجنين في رحم امه؛ فترى العراقيين سكارى وما هم بسكارى... حتى حل التحرير بلبوس الاحتلال، الذي لن نقف طويلا عند تسميته وتكييفه؛ ما دمنا حصدنا منه الخلاص من الاحتلال البعثي وكابوس الطغيان الصدامي، لنتنفس الصعداء انتماءً للاسرة الانسانية التي دقت حماقات صدام اسفينا بيننا وبينها.
ان من اجمل (صفاءات) الرفاه، هو التعاون الوجودي المشترك بين صفاء قلوب العراقيين وترفع الكويتين في التسامح.
طوبى للقلب الكبير الذي تحنو به حكومة الكويت على شعب العراق تساعده في تخطي الازمة الموروثة من نظام شكل قدرا لا حول لهم في مواجهته ولا قوة،  وطوبى لمساعي حكومة العراق في تدعيم رصانة العلاقات وقطع دابر الاخطاء.
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=21276
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 08 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15