سيجري الحديث بإذن الله تعالى عن تنظيم الوقت وتقسيمه ، لأنه لا يمكن لنا أن نستفيد من الوقت ونستثمره إلا بتنظيمه. 

وفي هذا الصدد يطالعنا ماروي أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم) أنه كان إذا أتى إلى منزله جزأ نفسه، جزءاً لله ، وجزءاً لأهله ، وجزءاً لنفسه، ثم جزأ جزأه بينه وبين الناس. 

فعلى ضوء هذا الحديث ممكن تقسيم الوقت إلى ما يفيدك في دنياك وآخرتك ، فأهم الأجزاء في وقتك وحياتك ما يتصل بالله تعالى بالعبادة والذكر وذكر الله يجب أن يكون على كل حال وفي كل آن ولا يختص بمكان أو زمان معينين ، فالغريب كل الغريب عندما تذكر الله تعالى يقال لك ( هل أنت في مسجد)!!. 

والجزء الآخر من وقتك يجب أن تخصصه لأهلك بأن تراعي أمورهم ولا تقصر في حاجاتهم وإن تعطيهم شيئا من وقتك بالجلوس معهم والترفيه عنهم فإن البعض على أستعداد بأن يجلس مع الشباب في الديوانية والمقهى لكنه غير مستعد أبدا للجلوس مع العائلة. 

وفي القسم الأخير وقتك لنفسك وهو ما عليه المعول ، فمن خلال هذا القسم تستطيع الاستفادة من بقية الاقسام فإذا قسمت وقتك بشكل صحيح تستطيع العبادة في مكانها وزمانها المخصصين وإذا قسمت وقتك بشكل صحيح تستطيع اللقاء مع الأهل والأصدقاء بشكل دوري ومرتب. 

وأخيرا علينا أن لا نجامل إذا أردنا ضبط وقتنا ومواعيدنا حتى لا يضيع الوقت هدرا في الانتظار من أجل فلان أو من أجل المجموعة الفلانية فتحديد وقت معين من أجل هذه المهمة أو هذه الزيارة يعطيك مزيد من الوقت لتستفيد منه في مهام أخرى . 

ومن الامثلة من وقتي ، ألتقي بمجموعة من المعلمين بشكل دوري كل أسبوعين مرة واحدة وعندما أزورهم أنصرف عنهم في ساعة معينة وأعتذر لهم لأنه لدي مجموعة أخرى أذهب للقاء بهم. 

وذات مرة واعدني أحد الاصدقاء للقاء بي فلما تأخر ذهبت إلى مهمة أخرى وتركته ، فكان بعد ذلك أكثر أنضباط معي في مواعيده..

لماذا هذا الاهتمام بالوقت وتقسيمه لأن الوقت لايمكن أرجاعه إلى الوراء والاستفادة منه من جديد ، والعظماء عرفوا قدر الوقت فلماذا لا نكون مثلهم في الاستفادة منه والحفاظ عليه.