عيناك أجمل

رَسَمتُ عينيكِ عصفورينِ ، فارتفعا

طارا مع الريحِ ، في صَمتٍ ، وما رَجَعا

رَسَمتُ ريشَهما من بعض أجنحتي

فغادراني ، وظني أن نطيرَ مَعا

كالطفلِ ، ناديتُ : عودا !! بَيدَ أنهما

صارا كنجمينِ خلفَ الأفقِ ، والتمعا

فصرتُ أحمل – ليلاً – أمنياتِ غدي

وأنشدُ الشعرَ في دنيا الأسى وَجَعا

حاورت ليلي وأجفاني على مضض

أن يقنعا (إنها وَهْمٌ) ، وما اقتنعا

جفنان لي ، أتعباني في عنادهما

أضناهما السهد أياماً وما اضطجعا

فصرتُ أكثر خلق الله هلوسة

وصرت أدنى صعاليك الهوى ورعا

كم عشتُ بعد حلول الروح في جسدي

أرى عداوة دهري ليَّ حيث سعى

ضاجعت وهمي على خوفِ ، فأولدني

حزناً ، تجاوز مني الخوفَ والهلعا

وعشت توأم حزني ، مذ ولادتنا

طفلين ، من حلمة الأوجاع قد رضعا

مغرورق دمعها عيني ، وفي شفتي

طعم احتضار وحزن بالأسى جُمعا

يا آخر الحلم في الدنيا ، ويا وجعي

ألا ترين جنوني فيَّ ما صنعا

ألقيتِ قلبي بسجن الوهم منكسراً

وما تركتِ له في العمر متسعا

لي خافق ، هز باب الله – مُضطَرباً -

وأغرق الأرض بالطوفان حين دعى

يا كلما أزددتُ نزفاً ، زادَ بي شَغَفي

وازداد قلبي بتعذيب الهوى ولعا