• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : أخبار وتقارير .
              • القسم الفرعي : أخبار وتقارير .
                    • الموضوع : موسكو: لا فرق بين الحرب الأهلية والهجوم النووي..؟ .
                          • الكاتب : بهلول السوري .

موسكو: لا فرق بين الحرب الأهلية والهجوم النووي..؟

المفاجآت الأمريكية لا تتوقف، وفي جعبتها الكثير، فحاولت استثمار خطة ريغان عبر جر روسيا إلى سباق تسلح في حرب النجوم مع إعلانها عن إنتاج جسم فضائي فائق السرعة وليزر حربي، ولكن كشفت موسكو عن منظومات دفاع فضائي ومحرك نووي فضائي وأكثر من ذلك حتى الصين فاجأت واشنطن بصاروخ أرض فضاء أسقط قمراً صناعياً عالي السرعة، وأصبح على واشنطن اللحاق بموسكو رغم إفلاس وكالة ناسا، واكتشف الأمريكي أن روسيا من سيستنزفه هذه المرة، أما الطائرة التي تسير بستة أضعاف سرعة الصوت لم تفشل فحسب، بل وضعت موسكو مخطط محرك بـ12 ضعفاً لسرعة الصوت، وأما الدرع الصاروخي الذي سيبدأ عمله عام 2018 فقد سبقته موسكو بصواريخ بولافا، وياريس قبل أربع سنوات على انتهاء المشروع الأمريكي، وكذلك الصين خرقت الدرع الصاروخي الأمريكي بصاروخ (جي ال2)، وأما في إنتاج النفط فأصبحت روسيا من يستنزف الشركات الأمريكية والسعودية مع تصدير كميات خيالية سبقت السعودية في إنتاج النفط، فكل الأسباب التي كانت عاملاً في انهيار الاتحاد السوفييتي تحاول واشنطن استعمالها للضغط على روسيا فتحولت إلى أسباب لضرب الاقتصاد الأمريكي.

حروب نفسية أمريكية

منذ مؤتمر جنيف الذي وضع أسساً للحل في سورية ورفض موسكو أن تكون هذه الحلول بثمن يدفع في مكان آخر، جنّ جنون الأمريكي وبدأ حملة تصعيد مسعورة في سورية، ووصل الأمر به إلى درجة إبقاء شعرة واحد وهي مكتب التواصل للأمم المتحدة في سورية وتكليف الأخضر الإبراهيمي، وغير ذلك التصعيد بلغ قمته وخصوصاً مع ما سمّي زلزال دمشق الذي بدأ بتصريح لهيلاري كلينتون شخصياً، وبدأت واشنطن تتحرك وكأنها بصدد شن حرب على سورية خارج إطار مجلس الأمن، وذلك ضمن سياسة حرب نفسية تستهدف موسكو تشبه الحرب النفسية الفاشلة إبان أزمة الصواريخ النووية.

وتصرفات واشنطن بأنها تسير على مخطط إشعال حروب طائفية في سورية ضمن سيناريو السيطرة على الأسلحة الكيماوية السورية وقواعد الصواريخ، والتصرف من طرف واحد، وآخر التلميحات الأمريكية كان الاجتماع الأمني الأمريكي التركي، وبدء الحديث عن مرحلة ما بعد الفوضى والانهيار الكبير في سورية، والرسائل الأمريكية التي تصل إلى مستوى الخيال العلمي، لم يقابلها صمت روسي، ولأول مرة روسيا تقوم بالرد عليها بتحذيرات مبطنة، والتحذيرات الروسية ليست قلقاً مما قد يفعله الأمريكي، بل هي رسائل أن روسيا والصين قد تتعاطى مع رسائل الخيال العلمي الأمريكي على أنها تهديدات واقعية وستقابل بردود فعل تناسبها.

والرسالة الروسية الهامة التي نقلت للأمريكي، بأن التصعيد لن يحل أي ملف مهما كان شكل التصعيد، بل سيؤدي إلى تفاقم الوضع، وبأن سورية ستتعامل مع أي حرب طائفية كبرى تخرج عن السيطرة بأنها هجوم نووي على أراضيها، وروسيا لا يمكنها تقديم أي ضمانات حول هذا الأمر وغير قادرة على اتخاذ أي قرار نيابة عن دمشق التي تملك قراراً مستقلاً، والتي قرّرت أن أي حرب طائفية لا يمكن ضبطها بمثابة هجوم نووي يستهدف سورية، بل وأكثر من هجوم نووي، وخصوصاً أن الحرب الطائفية في العراق راح ضحيتها 15 ضعف قنبلة هيروشيما الذرية، وبالتالي التصعيد الأمريكي لن يقابل بصمت بل الرد قد يكون رداً احترازياً.

التحذيرات الروسية

موسكو وبحسب مقربين من دوائر صنّاع القرار، حتى الساعة تتعامل بهدوء وبرودة وثقة مطلقة، والهدف الرئيسي عدم جر العالم إلى سباق تسلح يستنزف الطبيعة والبشرية، وباب الحوار لدى موسكو مفتوح بشرط واحد هو الاعتراف بالجغرافية السياسية لروسيا، وبالقدرة النووية الروسية، وبأن هذا الأمر غير قابل للتفاوض، حتى لو استعادت موسكو أزمة الصواريخ النووية كما هي، وبحسب المصادر نفسها فإن موسكو فعلاً تتوقع وصول التوتر العالمي إلى أزمة تنتهي بأزمة الصواريخ النووية، وبالتالي سيكون على موسكو لاحقاً الاعتراف بنفوذ الناتو في تركيا كما حدث إبان أزمة الصواريخ النووية (الكوبية)، وبالتالي في حال استمرار التصعيد الأمريكي فإن الروسي مرغم على نقل الصراع إلى أرض الناتو، ولهذا ما حدث خلال الشهر الماضي لم يكن سوى رسائل روسية وصينية، ولكن حتى الساعة لم تبدأ موسكو بأي تصعيد حقيقي إلا ضمن سياسة الكشف عن بعض الأوراق.

دمشق هادئة

اعتبار موسكو المحيط الجيوسياسي لها خطاً أحمر لا يمكن خرقه، انعكس على الأزمة السورية بحيث تصر موسكو على تحييد الأزمة السورية، وبالتالي موسكو ترفض رفضاً غير قابل للنقاش ربط ما يحدث في سورية بما يحدث في أي مكان آخر، وبالتالي بحسب محللين فإن هذا يعني أن التصعيد في أي مكان ساخن لن يكون مرتبطاً بالأزمة السورية، بل في حال التصعيد على الأرض السورية سيكون الرد في مكان آخر غير متوقع ومرتبط حصرياً بالأزمة السورية، وبحسب المعلومات فإن دمشق حتى الساعة وبتنسيق مع موسكو لم تقم باستعمال نفوذها على الأراضي التركية، وما تصعيد حزب العمال الكردستاني إلا نتيجة طبيعية لحماقات أردوغان، ولا علاقة لسورية به، ولكن مع استمرار التصعيد الأمريكي فإن الخيارات مفتوحة، ولكن بانتظار تطورات معينة فإن سورية جاهزة لبدء قلب الطاولة في وجه من يهاجم سورية وعلى كل الجبهات، وبغطاء ودعم من حلفاء سورية، ولكن الأولوية الآن لفرض وقف إطلاق النار في الأراضي السورية، ولهذا السبب فقط فإن دمشق تسير في مخطط تنظيف الأرض ليس فقط من العصابات الإجرامية بل من الخلايا النائمة، وما تمّ إنجازه حتى الآن يقترب من تنفيذ 40% من الخطط الموضوعة لتنظيف الأرض من عصابات الناتو، مع نهاية الشهر الحالي ستكون عملية الصراع بدأت ضمن مرحلة جديدة، وخصوصاً أن هذا الأسبوع سيشهد تصعيداً غير مسبوق ما قبل جلسة مجلس الأمن المتوقعة نهاية الشهر!!.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=21051
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 08 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 16