الهجوم على بيت فاطمة (عليها السَّلام) بعد رحيل رسول اللّٰه (صلى اللّٰه عليه وآله) 

 

آية اللّٰه السيّد محمّد باقر السيستاني، في (واقعة الغدير ٢: ٩٢) :

ما وقع من أبي بكر وعمر تجاه الإمام (عليه السَّلام) بعد بيعة أبي بكر أيضاً يخالف مدلول أمر النبيّ (صلى اللّٰه عليه وآله) في واقعة الغدير بنصرته لو تأمّله المرءُ جيداً، فقد جاء أنَّ عمر هجم مع عصابة مرافقة له على بيت فاطمة (عليها السَّلام)، وقد كان فيه الإمام علي (عليه السَّلام) وجماعة من المهاجرين ممّن لم يبايع أبا بكر، وهدّد المجتمعين بإحراق الدار عليهم وإن كانت فاطمة بنت النبي (صلّى اللّٰه عليه وآله) -وهي سيّدة نساء العالمين- فيها، وأخذ من كان مع الإمام (عليه السَّلام) إلى المسجد فبايعوا أبا بكر كرهاً، وحاول إكراه الإمام (عليه السَّلام) فلم يستجب حتى بايع بعد أشهر عند وفاة الزهراء (عليها السَّلام) كارها -من دون طيب بالنفس بتاتاً- لعدم وجود ناصر له، مضافاً إلى خشيته الفرقة بين المسلمين وأن يصيب الإسلام وهنٌ وحذر اتّساع الردة عن الإسلام كما جاء ذكر ذلك في خطبه ورسائله المأثورة في التأريخ، ومن جملتها ما جاء في نهج البلاغة، مصرحاً بأنه أولى بالأمر وقد وقع الاستبداد به من دونه (عليه السَّلام)، فهل كان ذلك منهم تمسكاً بأهل البيت (عليهم السَّلام) وامتثالاً لعدم التقدّم عليهم، أم كان موافقاً مع كون الإمام مولى أبي بكر وعمر وهذه العصابة جميعاً بالولاء الخاص المستوجب للنصرة والمانع من المعاداة والخذلان؟!