الاقتداء بالزهراء (ع)

تعتبر الزهراء (عليها السلام)  رأس الهرم في باب التأسي والاقتداء، فكما أن لنا في أبيها (صلى الله عليه وآله) أسوة حسنة كذلك لنا فيها (عليها السلام) قدوة وأسوة، فهي في المصطلح الحديث تعتبر رقم واحد في كلّ خير ومعروف، فهي المعصومة المطهرة المصفّاة الخالية من الدنس.

العبادة والخضوع لله تعالى دأبها، ومكارم الأخلاق بأجمعها صفات مطبوعة في شخصيتها، كلّ ذلك مشفوع بكمال العصمة الذي منّ الله تعالى به عليها، فهي أسوة لكلّ أحد وللنساء على وجه الخصوص.

لكن التساؤل الذي يبرز من بين أسئلة كثيرة..

لماذا التركيز على خروج الزهراء (عليها السلام) من بيتها، ذلك الخروج الوحيد، فهو الخروج الأول والأخير، مجاهدة بلسانها مطالبة بحقوقها وحقوق بعلها وحقوق المسلمين جميعاً، حيث بايعوا بالأمس أمير المؤمنين (عليه السلام) إماماً عليهم، واليوم مُنعوا من اختياره منعاً سيؤدي بهم وبالأمة جميعها وبمستقبلها إلى الهاوية.

أجل.. لقد ركز البعض على خروج الزهراء (عليها السلام) لأسباب معروفة، مزيّنين ومرغّبين المرأة بالخروج، معلّلين بأن هذا الخروج هو جهاد كجهاد الزهراء وابنتها العقيلة (عليهما السلام)، ولكن شتان بين خروجهما (عليهما السلام) وبين خروج نساء زماننا، للاختلاف الفاحش بين الظروف والأهداف.

إن كلام هذا البعض وتزيينهم الخروج للنساء وترغيبهم ينطلي على كثير من المؤمنات قليلات المعرفة المنبهرات بالشعارات البرّاقة الخالية من المضمون السليم.

فعلينا جميعاً أن ننتبه وننبّه ونجلي الكثير من الغشاوة التي قد تحجب الرؤية الصحيحة وتزيّن ما ليس بزينة وترغّب بما ليس بمرغوب.

وأخيراً.. المقاصد أصبحت واضحة أكثر من ذي قبل، والمآرب  باتت مكشوفة، ومما يثلج الصدر أن تجد العديد من المؤمنات قد انتبهن إلى هذه الحرب الناعمة وأصبحن يكافحنها بكامل قناعتهن وقوّتهن، ولله الأمر والحمد.