انه طغى

 سار الطغاة على اختلاف الازمنة في نفس المسارات التي ذكرها القران الكريم ،العلو والاستكبار الصفة الجامعة بين جميع الطغاة ( ان فرعون علا في الارض) والنمرود ادعى القدرة الالوهية؛ مسارات الطغاة التكبر والتفريق والاستضعاف والذبح والاستحياء وهذه دلالة على صلاحية القران في جميع الازمنة ؛الطغيان مجاوزة الحد من العصيان والظلم وكل شيء يجاوز الحد ( طغى) ؛والطاغوت هو كل ما يتحاكم العبد اليه غير الله سبحانه وتعالى؛ وردت كلمة الطغيان وصيغها في القران الكريم ( 39 ) مرة وميز القران الكريم انواع الطغيان فمنه طغيان المال المتمثل بقارون (واتيناه من الكنوز ما ان مفاتحه لتنوء بالعصبة اولى القوة)
وطغيان الجاه والمنصب المتمثل بفرعون (اذهب الى فرعون انه طغى) النازعات 17
والطغيان له اسباب منها داخلية ومنها خارجية فالداخلية مثل الشعور بالتكبر والعلو (ان فرعون علا في الارض) والعجب والغرور والحقد والحسد واما اسباب الطغيان الخارجية مثل الملك والسلطة والمال والاعوان وغفلة الناس عن حقوقهم وقبولهم الظلم والذي نحصل عليه من درس ان الشعوب اذا رضيت بالهوان وغلب عليها الخوف اعطت الطاغية  فرصة وشجعته على الاستمرار والزيادة في البغي (فاستخف قومه فأطاعوه انهم كانوا قوما فاسقين) واعطانا القران الكريم صورا ونماذج للطغيان عن نفسية الطاغية وعناده وتكبره وهيمنته الاقتصادية وقوته العسكرية ومن هذه الصور الظلمة والتجبر والاستبداد والقتل والتعذيب والتنكيل وهذا من ابشع صور الطغيان وفرض الرأي ومصادرة الحقوق والحريات ،الطغاة على مر التاريخ يفرضون آرائهم واهوائهم على اقوامهم ويجعلونها قوانين الزامية و يقسرونهم على قبولها والانقياد لها قسرا  ويصادرون حرياتهم وحقوقهم المشروعة بالاختيار والقبول والرفض ، ومن اساليب الطغاة التي بينها القران الكريم الباس الحق بالباطل وقلب الحقائق وحب الكرسي وكارهية النقد والتوجيه ومن وسائل الطغاة الاخرى هي الاستهزاء واحتقار المصلحين والتحريض عليهم والترغيب واشغال الناس في قضايا جانبية والترهيب،
والامم التي تمهد لظهور الطاغية لسلوكها بانتهاك الحريات واباحة حتى القتل وسلب الاموال والغش في التعامل والبيع والشراء يؤدي بالضرورة الى ظهور الطاغية يحاول السيطرة عليها وكبح جماحها
فقوم نوح كانوا كفارا وهم مرادفين للطغاة (واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون) وقوم لوط ظنوا ان رغباتهم السيئة ستنجيهم من الهلاك، وقوم صالح تمادوا في نقضهم العهد المبرم مع النبي الصالح وهذا يعني انهم قوم ينقضون العهد (وما كان ربك يهلك القرى بظلم واهلها مصلحون)
الطاغية يعيش في وهم القوة والخلود هو يملك حق الموت والحياة والعيش، ؛فرعون يقول انا ملك مصر وهذه الانهار تجري لي فهو اكبر قوة وحجم من الاخرين ان السكوت الناس على الظلم يوفر بيئة صالحة للطغيان فرعون يقول (انا ربكم الاعلى)الطغيان قبح وقبول الناس وخضوعهم للطاغية دليل على تدني مستوى الانسانية والتحول الى العبودية والله مذل الطواغيت .

20-24.png