عندما تُستَغلّ ذينك ومذهبك، للدعاية الانتخابية، فاعلم أن الذل بلغ أقصاه، وأن البعض لا يعرف للحياء طريقًا. كيف لمن يتاجر بدموع الناس أن يزعم تمثيلهم؟ كيف لمن يوزّع البطاقات وسط الاحتفالات الدينية،أن يتحدث عن الرجولة والمبادئ؟
هذة الايام الحرينة،هي مقامُ رحمةٍ، لا ساحةُ نفاق، ومن جعل الحزنَ وسيلةً للوصول، ومسلكا للفرقه والتشظي بين ابناء الدين والمذهب الواحد ،فقد سقط أخلاقيًا قبل أن يُسقِطَه الناسُ سياسيًا.
أيُّ دينٍ هذا الذي يبرّر أن تُحوَّل المآتم إلى مهرجاناتٍ انتخابية؟ وأيُّ تدينٍ هذا الذي يخلع نعليه عند باب المسجد، ثم يدخل قلبه بحذاء المصالح؟! أولئك الذين يضعون السبحة في يدٍ، وورقة الدعاية في الأخرى، لا يعرفون الله إلا حين يقترب موسم الأصوات.
لقد صار بعض "الواعظين" تجارًا، يبيعون العزاء كما تُباع الإعلانات، يختارون أحزان الناس ليزرعوا فيها صور المرشحين، وكأنهم يقولون للموتى: انتخبونا لتستريحوا!
إنها مأساة أن يُستَخدم الدين لستر القبح، وأن تُستَغلّ ايام الائمة الاطهار ،لتلميع الوجوه الملطخة بالفساد.
أيها الواعظ المزيف، الذي جعل من "المنبر" سلّمًا للوصول، ومن "المصحف" بطاقة تعريفٍ سياسية، اعلم أن الناس قد استيقظت، وأن دموع الثكالى أصدق من كل شعاراتك.
وكما قيل: أبتِ النذالةُ أن تفارقَ أهلها... لكنها اليوم تلبس عباءةَ الدين وتضع على رأسها عمامةَ الكذب، وتدخل المجالس باحثةً عن صوتٍ جديدٍ يضيفه المرشح إلى رصيد الخداع.
فيا من جعلتم الدين مطيّةً إلى الكرسي، تذكّروا أن الفاتحة تُقرأ على الموتى... وأنكم أنتم الأموات الحقيقيون، وإن بدت أجسادكم تتحرك بيننا.
عظم الله أجورنا وأجوركم بااستشهاد سيدة نساء العالمين مولاتنا وسيدتنا الصديقة فاطمة الزهراء البتول عليها السلام ام أبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ، سلاما وصلوات دائمة ،من الأولين و الآخرين.
