وجه بعض المؤرخين تهمة خطرة الى الوزير مؤيد الدين ابن العلقمي على انه خان الخليفة المستعصم وجلب على قومه الذل والعار ،سبب التشبث بهذه التهمة واضحة، لعبة سياسية للتنكيل بالشيعة ولإبعاد المسؤولية عن عبث المستعصم وابنه وعصابة الشركس،
يذكر ابن كثير وعدد من المؤرخين ان هولاكو ايام محاصرة الملاحدة في حرب الاسماعيلية طلب النصرة من الخليفة العباسي المستعصم ،عارض رجال المستعصم للفكرة وقالوا ان هولاكو رجل صاحب احتيال وخديعة وليس محتاجا الى نجدتنا، اما راي ابن العلقمي (لا وجه لدينا غير ارضاء هذا الملك الجبار ببذل المال والهدايا لأجل الحفاظ على دماء المسلمين)، اقتراح حكيم يعرف امكانية الدولة وانهيارها وعدم امتلاكها لقدراتها كدولة،
والمؤرخ ابن الجوزي في كتابه (مرآة الزمان) والمؤرخ الصفدي في كتابه ( الوافي بالوفيات) اعتبرا الوزير العلقمي العاقل الناصح والمنقذ للدولة لو اطاعوه فامر الجيش لم يكن بيده ،.ملخص القصة ..
حضر جماعة من المماليك الظاهرية والمستنصرية عند شرف الدين اقبال الشرابي وطلبوا الزيادة في معاشاتهم فرد عليهم ما نزيدكم، فنفروا الى ظاهر السور وتحالفوا على الاتفاق والتعاضد وخرج اليهم مقدم البدرية فكان جواب الشرابي اقسى يذكرهم بانهم مماليك (مماليكنا ونعمل بهم ما نريد) بعد وفاة الشرابي كان امر الجيش بيد مجاهد الدين الدوادار الصغير ، كان هو نفسه من المماليك الشركس وثانيا ان الدوادار الصغير هو الخصم اللدود لابن العلقمي وهو الذي يتولى منصب قائد الجيش، ذكرت بعض المصادر انهما اتفقا على التخلص من المستعصم وهذا من غريب القول فهما اعداء لأخر النفس بل ذكر المؤرخ رشيد الدين فضل الله الهمداني لما لمس الدودار في نفسه القوة رأى ان الخليفة عاجزا لا راي له ولا تدبير، اتفق مع طائفة من الاعيان على خلعه وتولية اخر من العباسيين في مكانه، وليس من العلوين لهذا تحرك ابن العلقمي لصد المؤامرة ضد المستعصم حين كان المتآمرين يكرهون العلويين واتباع أهل البيت، كانت المؤامرة تبديل الخليفة بخليفة عباسي اخر وللتخلص من عدوه ابن العلقمي اشاع الدودار ان الوزير متفق مع هولاكو، وهناك من تبنى من المؤرخين الأوباش الاشاعة وتعميمها عبر التاريخ باعتباره شيعيا يريد القضاء على ابناء السنة
اعطي المؤرخون الزعامة والقوة لابن العلقمي وكانه الوحيد القادر على التصرف بالعرش للتغاضي عن الدوايدر مع ابن الخليفة بالنهب والسلب والقتل وارتكاب الجرائم حتى اضعفا الدولة واهانوا خليفتهم وافقدوه السيطرة على البلاد، القضية تنحصر في واقعة الكرخ التي لا يحب المؤرخون ذكرها ، ابن الخليفة ارسل جنودا اغاروا على الكرخ واسروا البنين والبنات وبينهم العلويات وتصدى لهم الوزير ابن العنقمي من هنا فبرك قضية الانتقام بالاتصال بهولاكو لا احد يتحدث عن قوة العباسيين التي انتصرت على ملك العالم اوغوتاي، لكن الخليفة ترك الدولة وانصرف للجواري والمغنيات ،ومحترفو الدس جعلوا الحرب وكأنها سنية شيعية، لا احد يذكر حملات الابادة في الكرخ من قبل ابن الخليفة ابو بكر والحاكم المتعصب الدوادار قائد الخليفة، بعد سقوط بغداد الحدث العظيم فتشوا عمن كان السبب ،ولان الوزير ابن العلقمي شيعيا ،وبغداد اشتعلت بالطائفية في وقتها اثر هجمات الإبادة التي تقوم بها عصابة ابن الخليفة،
بعد حرب هولاكو في الاسماعيلية، كان غزو العراق وارد يستهدف السيطرة على البلاد ، اولا هولاكو لا يحترم خونة البلاد فحين دخل خرسان قتل كل من تعاون معه، واحتلال العراق تم بناء على اوامر عليا اصدرها امبراطور المغول (مانغو) اخو هولاكو بفتح البلاد الغربية التي ضمنها العراق وسوريا ومصر وهذا التاريخ سبق جرائم الكرخ بثلاث سنوات والخليفة كان واقعا تحت تأثير الشركس فلا مجال لمثل هذه التهمة في عالم الواقع والتاريخ يشهد .
