الفطرة وعالم الذر

 يشهد القران الكريم على فطرية القيم الانسانية في قوله تعالى( ونفس وما سواها الهمها فجورها وتقواها)،
جاء في كتاب ( تاريخ الاله) للمفكر الانجليزي (ار مستر ولغ) ان الدين فطري وينبغى ان يسمى الانسان الموجود بالدين الموجود لان الدين موجود فيه والدين متأصل في الانسان،
ويذهب الدكتور واطسن علم الوراثة بان  جينات الانسان مزروعة فيها المفاهيم الأخلاقية، وفي كتاب (الفطرة البشرية) للبروفيسور ونستن رئيس الاتحاد البريطاني للعلوم يرى ان الحس الديني جزء من البنية النفسية للإنسان وهناك اتجاه بيولوجي واتجاه وجداني والاتجاه الصحي والسلوكي واتجاه عقلي على فطرية الدين والاخلاق ،ومفهوم الفطرة يعني الصفات الخلقية الأولية التي منحها الله تعالى للإنسان وغرسها في ((فِطرةَ اللهِ التي فَطَر النَّاسَ عَلَيْهَا)) الروم 30/  ولقد زودت هذه الفطرة السليمة للإنسان ببصيرة اختلاقية فيها العدل والصدق والعلم والاحسان ما لا يجده في الظلم والكذب والجهل
وركائز الفطرة (الحمد لله فاطر السماوات والارض) فاطر 1
وخالق الخلق ((قل هو الله خالق كل شيء) واهتداء الفطرة بالخالق ( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله )زخرف 87 ما دام الانسان يدرك اهمية الفطرة ومصدقة عنده في كتاب الله فلماذا ينحرف الإنسان عن الفطرة سؤال مهم لابد ان نتأمل فيه اولا الشيطان (ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين) البقرة 168 والسبب الثاني من اسباب الانحراف عن الفطرة هي الغفلة والنسيان اشد المؤثرات الصارفة عن الفطرة والله سبحانه وتعالى عمل على تقويم الفطرة بعوامل منها ارشاد الرسل وانزل الكتب (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين) البقرة 2
والنظر والتأمل في الكون يخرج النفس من الغفلة اذا تفكرت بخلق الله وما فيه من آيات عظيمة والابتلاءات بالضر والخوف توقظ الفطرة  اضطرارا ومع هذا زود الله الانسان بملكات تمكنه من اتباع الفطرة مثل الحرية فالإنسان حر في اتخاذ القرارات وعنده عقل يميز بين الخطأ والصح وعنده البصيرة (( بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره ) أ القيامة 14
ووهبه الله ميزة التذكر (افلا تتذكرون) الانعام 80
والفطرة عند ائمة اهل البيت عليهم السلام تعني جوهر الانسان وميثاق الله يولد عليه كل مولود والفطرة تقررت في عالم الذر والميثاق ان الله فطر الناس على التوحيد والفطرة هي الاسلام وقال الامام الباقر عليه السلام الفطرة يعني الولاية ولاية اهل البيت سلام الله عليهم جزء اساسي من الفطرة والله سبحانه وتعالى اخذ الميثاق على الانبياء والامم بالولاية لأهل البيت في عالم الذر وان من مات على حبهم واعتناق ولايتهم مات على الفطرة التي خلق الله الناس عليها قال الحسين عليه السلام نحن وشيعتنا على الفطرة التي بعث الله عليها محمد صلى الله عليه واله وسلم.

الفطرة والذر.jpg