الشباب وقيم التعامل الانساني

 هناك ركائز تحكم جميع العلاقات البشرية التي ترتبط بود وتفاهم؛ كي تتوثق صلة الانسانية، والقيم المهمة ينبغي أن لا تتسم بالزيف، مشكلتنا اليوم أن المجتمع يعاني ضعف هذه الآصرة التي انهارت؛ بسبب هذا الضعف الكبير في العلاقات على صعيد الأسرة والعمل ،.العلاقات الانسانية ضرورية لخلق الاندماج بين العاملين والموظفين بعضهم لا يدرك ما للبعد الاجتماعي وما للعلاقات الانسانية الجديدة من انعكاس على الانجاز، فعلى كل مدير أن يدرك بأن العامل ليس آلة، بل هو مزيج من غضب ورضا وانتقال وانفعال وتعصب، ويتقلب بين السعادة والاحباط، وفي الأغلب يقدم نتاجاً أكبر من الادارة نفسها .فالطاقات الانسانية تستنزف أيضاً؛ بسبب بعض العلاقات مع الأشخاص من حولنا الذين يبثون الطاقة السلبية، شخصيات تبث السموم في العمل، فهناك من يلوم باستمرار، وهناك من لا يعمل بجد، والعلاقات الانسانية تتطلب الإخلاص من جميع الأطراف (الموظف والمسؤول)، بينما الموظف اللعوب الذي يستغل انسانية الادارة، فيحتاج الى حزم، والمسؤول الاحترازي الذي يعمل فقط ليخلص نفسه من اللوم، وليكن ما يكون، لا أهمية لديه سوى تحصين نفسه بالروتين، وعدم تحمل المسؤولية.

العلاقات الانسانية اذا استقامت قادرة أن تجعل الحياة جميلة، ولها أثر كبير يبقى على مدى العمر الذي نعيشه، فهو يتمتع بعلاقات انسانية مع المجتمع والناس، فينعم بصحة أفضل، ويعيش حياة أكثر سعادة، وأصحاب العلاقات الفردية المغلقة يعيشون حياة تتسم بالكآبة مع مستوى العلاقات الأسرية، وعلاقات الصداقة والعلاقات المهنية والعلاقات المختلفة مع الآخرين .بعض الناس يعيش العلاقات الاجتماعية بمقاييس مغلوطة، مثلاً ينظرون الى عدد معارف الانسان أو عدد من حوله، وبعض المسؤولين والمدراء يخلقون أتباعاً لهم يتم تعيينهم لأغراض التكتل؛ باعتباره مقوم علاقات انسانية، فهناك من يعرف عدداً كبيراً من الناس، ولكنه يبقى وكأنه في عزلة؛ بسبب غياب مقومات العلاقات الاجتماعية المتميزة، وقد يعرف الانسان عدداً محدوداً من العلاقات، ولكن معرفته بهم تكون وثيقة تحقق لهم سعادة الحياة ونعمة الصحة .اتفق جميع الشباب على أهمية العلاقات الانسانية، لكنهم يجدون أن تلك العلاقات تعتمد على الذوق والمجاملة، ولا تعني تحصين النظر عن الأخطاء، والمداراة عليها، الى حد التواطؤ من المسؤولية، ولا تعني تغليب الشفقة والرحمة على حساب العمل والكفاءة، فالشباب يدركون جيداً ماذا تعني العلاقات الانسانية.

الشباب.jpg