سنة 11 هجرية وفي مثل هذا الايام, وبعد رحيل نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وآله، كان عدد شيعة #فاطمة_الزهراء عليها السلام، بعدد أصابع اليد، وليس درع ولا سند, غير ولاية امير المؤمنين عليهما السلام.
التاريخ يسجل في أي بلد يحدث فيه انقلاب على اي سلطة, تكون فيه العصابات والشذاذ, هم اهل الحل والعقد, فكانت الطرقات في المدينة المنورة، تعيش الانفلات الامني، تملأها الأعراب، والازقة ملبدة بغرباء قبيلة اسلم وجهينة وغُفار, وهم طرداء النبي صلى الله عليه واله, وكذلك من طلقاء قريش.
الدولة تعيش حالة من الفوضى والانفلات، ولا يوجد أي تسليم للسلطة بغير السيوف والمشاعل، اي ان اي دخول للشارع من غير المصرح لهم (الأعراب-حزب الشيطان) يقتل، فكان نزول الزهراء عليها السلام للمسجد وإلقاء خطبة الولاية "الفدكية" هو غاية الجودِ والتضحية، فقد جازفت بحياتها لتكون درعا وحصناً للأجيال اللاحقة "المجتمع المهدوي" من الجهل والظلام، فالخطبة كما سلف، لن يستجيب لها احد، في مجتمع بهذه التركيبة.
ايام الانقلاب مع فاطمة, كانت كأيام طف كربلاء مع زينب, ذات التحريق للخيام, وذلات الشعار(لا تتركوا لأهل هذا البيت من باقية) فساعد الله قلبك سيدتي يا فاطمة الزهراء، وانت تشقين الطريق نحو المسجد النبوي، بوسط بحر متلاطم بامواج من الثعابين والافاعي والعسلان, التي غصت بها, دروب مدينة ابوك محمد صلوات الله وسلامه عليكم.
