التهدءة وضبط النفس هو المطلوب

وفق المادة (4) ارهاب من قانون العقوبات العراقي حكمت محكمة الجنايات في محافظ النجف على المدان محمد سليمان حسن سوري الجنسية بالإعدام وفق المادة 4 ارهاب من قانون العقوبات العراقي  فكانت هناك احتجاجات في سوريا وخاصة في حمص التي سكن عائلة هذا المحكوم  فيها ترافقت مع اعتداء على مسافرين من المواطنين العراقيين في ممر (آلبوكمال) رغم أنَّ اسرة المحكوم رفضت أي استغلال لمشكلتها لأغراض طائفية او سياسية او عنصرية من قبل المغرضين والساعين الى اشعال نار الفتنة بين العراق وسوريا 0

 إن الشك في عدالة ونزاهة  الجهات الأمنية والقضائية العراقية ليس له ما يبرره لأنّه معروف إقليميا ودوليا من أن الجهات التنفيذية والقضائية العراقية لديها خبرة عميقة وواسعة في التعامل مع قضايا الإرهاب الذي مازال يعشعش في العراق وخاصة منذ اطلاقته في العام 2003م التي جعلت لدى السلطة التنفيذية والقضائية  خبرة تراكمية اكثر من غيرها على مستوى دول القارات السبع مع دقة قانونية متناهية لا تترك مجالا للشك في مصداقيتها او في مسار التحقيق الجنائي او مسار اصدارالحكم القانوني القضائي0    

وقرينة هذه المصداقية والنزاهة في التحقيق للشرطي العراقي والمصداقية والنزاهة للقاضي العراقي هو اطلاق سراح فؤاد سليمان حسن شقيق الجاني المحكوم بالإعدام محمد سليمان حسن لعدم كفاية الأدلة وهذا اقوى دليل على نزاهة وعفَّة الجهات التنفيذية والقضائية  في العراق 0

 خصوصا  وأنّ محمد المدان وشقيقه فؤاد البريء الذي أكد أنَّهما مضى عليهما 3 سنوات يعملان في العراق لم يعترض طريقهما احد ولم يتعرضا الى أية مضايقة قانونية او مدنية بل كانا يعيشان بهدوء واستقرار وسلامة  ولكن عندما سعى محمد الى تهديد السلم الأهلي للمواطن العراقي والعبث بالأوضاع العامة في البلد باتجاه الطعن في استقرار البلد ودفع الأوضاع الى التوتر بشكل متصاعد في منشورات عبرمواقع التواصل الإجتماعي تمجد الإرهاب وتدعو الشباب العراقي الى الإنظام الى العصبات الإرهابية المسلحة وتحرِّضهم على تعريض استقرار بلدهم للإضطراب والإساءة الى السلم الأهلي للمجتمع العراقي الذي ما زال يعاني من الآثار المدمرة لحرب اهلية دامت عدة  سنوات وأحرقت ما احرقت ودمرت ما دمرت0

 وثبت ذلك عليه بالدليل القاطع والقرينة الواضحة حكمت عليه المحكمة بالإعدام حكما يتوافق مع جريمته في خيانة البلد الذي آواه والذي احتضنه هو وشقيقه فؤاد وآلاف السوريين ووفر لهم فرص العمل الشريف وتلقاهم المجتمع العراقي في الجنوب بالترحيب ووفرّ لهم  السكن والعيش بين ظهرانيه لقد كان هذا يستدعي من محمد سليمان حسن احترام النفس اولا واحترام البلد الذي يعيش فيه وان يكن للمجتمع الذي احتضنه بكل راحبة صدر الإحترام والتقدير والعمل على صيانة أمنه والحرص على استقراره  ولكن ما قام به محمد سليمان حسن هو ان عظ اليد التي احسنت إليه واعطته الثقة للعيش وأخذها منه الأمان بين ثنايا نسيجها الإجتماعي  وركنت منه الى الإطمئنان وخلدت منه الى الراحة ولكنه خان الأمانة والثقة وعمل على جلب المخاطر لمجتمع البلد الذي يعيش فيه وسعى الى تهديد السلم الأهلي فيه ولو كان نزيها وبريئا لكان أطلق القضاء العراقي سراحه كما اطلق سراح شقيقه فؤاد لعدم كفاية الأدلة0

لقد كانت قضية هذا المجرم السوري مادة دسمة للافواه العفنة الحاقدة على العراق ولللاقلام المأجورة التي تعتمل في صدوراصاحبها الضغين تجاه العراق  لتهاجم الجهاز التنفيذي القضاء العراقي في زرع الشك لدي الناس في حراكهما القانوني  وانضباطهما الدستوري والطعن في مصداقيتهما ونزاهتهما وكل ذلك باطل لا بل اباطيل اتت بها الاحقاد والضغائن من اجل تاجيج نار الصراع والنزاع بين العراق وسوريا على خلفية فيها صفحة الجهات الامنية والقضاء العراقي بيضاء ومشرق الضوء يثبت ذلك بلا شك ولا ريبة هو الحكم على شقيق المدان الذي اسمه فؤاد بالبراءة والسماح له بمغادرة العراق الى وطنه سوريا 0

المطلوب من العراق والسوري الرسمي والعراقي والسوري الشعبي التعامل مع هذا الحدث بروح المسؤولية الإنسانية التي تتسم بالتهدئة وضبط وعدم الإنجرار وراء محاولات البعض الرامية التصعيد السلبي وغير الـمحمود بين البلدين الشقيقين 0  

التهدئة.jpg