هذه المرتبة من ادراك العقل لا ينالها الا الذي لم يدنس نفسه وعقله بالشهوات والافكار المظلة التي تبعد الانسان عن الله تعالى . لان العقل الخالص هو العقل الذي يكون مع الحق دائما ولا يميل لأي طرف على حساب الحق . وصاحب العقل الخالص هو من يفكر ان لا يمكن لاحد ان يعينه اذا خالف الشرع . ولا تنفعه طاعة من اطاعه لان العقل هو الجوهرة التي منحها الله للإنسان . خلق الانسان على فطرة ان الدين قيم لا اعوجاج فيه ,عَنْ أَبِي بصير عن الصادق{ع}قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تعالىَ {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً}،قَالَ :«أَمَرَهُ أَنْ يُقِيمَ وَجْهَهُ لِلْقِبْلَةِ لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ خَالِصاً مُخْلِصاً». وقال تعالى[وما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه] أي لا يمكن ان يحب شخص جهتين في وقت واحد . يحب الله ويحب فلان يعتبره رمزا من رموز الله. الا من اثبته الشرع ,كقول الرسول{ص} اهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلف عنها غرق وهوى.
هل يعمى القلب: نعم تعمى القلوب اذا غلبت عليها الشهوات الدنيوية كشهوة حب المال من حلال وحرام. وشهوة النساء , وشهوة التكبر والتعالي عندها يعمى العقل حتى انه يعرف الباطل باطلا ولكنه لا يمكنه ان يتركه. وقد يعمى القلب اذا كانت النواميس والعادات في المجتمع المتصارع على المنكرات. ومن اسوء حالات اسوداد القلب حين يكون الخيال بديلا عن الحقيقة يسمى الحس المشترك .. مثال لو اخذنا جمرة متقدة ووضعناها في مقبض حديدي وربطناه بحبل وبدانا ندير الجمرة بسرعة ترسل العين اشارات غير صحيحة الى العقل فترى العين طوقا من نار يدور مع دوران الحبل. هذه الصورة غير حقيقية ولكن العقل الاعمى بالباطل يراها كقوس ناري. واذا سيطر الخيال على عقل الانسان يعميه تماما .فتكبر النقطة السوداء في العقل. هذه الحالة تصيب الاذكياء جدا وليس عامة الناس . فالجاهل لا يعرف العلوم التي تتعلق بالعقيدة والعقل. يقال ان احد الفقهاء لشدة ذكاءه صار يشكك بالناس وباهله ترك الطعام خوفا ان يقتلوه بالسم. فذكروا له استاذه الذي درسه في شبابه فقال لهم نعم هذا اثق به. فدعوه وجلب له طعام .ليأكل فلما رأى الطعام بيده قال له حتى انت تريد قتلي . لن ااكل كلكم اعدائي. هذه حالة عمي القلب. وغلبة السواد.
الحالة الثانية: اذا غلبت الصفراء. هذه الحالة تتصف لعقل من تغلب عنده الصفراء في عقله. تجده يثور ويغضب من أي كلمة وموقف . يختلق المشاكل يلعن ويشتم الناس لادنى شيء يعاديهم ويكفرهم وتختفي فيه حسن المعاملة وتقوى عنده حب الانتقام حتى من كان صديقه او شريكه في العمل .ويستقبح العفو لأي انسان .وهذه الصفة عند رؤساء الدول.
3ـ اذا غلب على عقله البلغم: هذا النوع يتقوى عقله بالمداراة والاغضاء عن الاعتداء على دينه وقيمه بل يميل الى مساندة من يهاجم مذهبه ومراجعه وشعبه, فيختفي عنده الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. وينسى تماما الغضب لله.
الحالة الرابعة/ تسمى غلبة الدم : عقلية الانسان الذي يصل عقله الى غلبة الدم تتقوى عنده الشهوة ويغضب بسرعة ويدبر ثم يرجع ويشعر بان الرجولة والعقل والشجاعة هو البطش والكبرياء ويخفي عنده الاقبال على العبادة والزهد ويدبر عنها تماما بل ينال من يتعبد . فاذا صار العقل بما وصفت يعمى القلب عن الحق والعدل ولا يبصره . واذا تتبعت عقول الناس تجدهم خاضعين تحت هده التسميات
لذا لا يجوز ان تعتمد على العقول التي تفسر القران والحديث مهما حصل على شهادة الا اذا اخذ من العقل الكامل وهم محمد وال محمد عليهم السلام. فمن قال {بالدليل العقلي في حكم شرعي دون الرجوع الى تراث القران واهل البيت} عليهم السلام فلا يمكن ان نسمع من عقل ملوث بالسوداء او الصفراء او البلغم او الدم .واخيرا نقول: اللهم عرفني نفسك فانك ان لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك .
