العنوان يعتبر اعلان ناجح للكتاب ومهم جدا لجذب رغبة القارئ لشرائه وقرائته ، وفي حالتين فقط يخدعني العنوان ، عندما يكون الكتاب مغلف بالنايلون ( مادة السليفون ) ويرفض صاحب المكتبة تصفحه ، وعندما تعرض صورته ضمن اعلانات الفيسبوك ، وبالفعل خدعت في ثلاث كتب بهذه الطريقة .
اتوقف عند اخر كتاب خدعني هو ( غابريل ماركيز يكتب عن مدينة سامراء / نعيم عبد مهلهل / دار ميزوبوتاميا الطبعة الاولى 2013)
طلبته عبر التسوق الالكتروني ، وتوقعت ان ماركيز مطلع على مدينة سامراء على اقل تقدير عبر كتب التاريخ فاحببت ان اعرف رايه وماذا كتب ، وعندما تصفحته اصبت بالاحباط ولوم النفس لانني خدعت ، لكن لا باس كتاب نطلع على ثقافة الاخرين لا سيما المؤلف الذي لم يكن موفقا في كتابته عن علاقة ماركيز مع سامراء وفق تنبوءات هو ذكر في الاخير قد لا تكون صحيحة .
لكن ضمن شرحه وتحليله ذكر في ص /7 عند الحديث عن سامراء قائلا :" تجمع ثلاث امكنة مقدسة لدى مسلمي الشيعة هما مرقدا الامامان المعصومان ـ المفروض الامامين المعصومين ـ الحسن العسكري ومحمد الجواد عليهما السلام ، وفيهما مكان ولوج غيبة الامام المهدي المنتظر عليه السلام " .
طبعا الكاتب هو ابن الجنوب حسب ما ذكر عن نفسه ولا يعلم ان الامامين المعصومين هما الامام علي الهادي والحسن العسكري عليهما السلام وليس محمد الجواد عليه السلام المدفون في الكاظمية مع جده الامام الموسى بن جعفر عليه السلام .
واما مكان ولوج غيبة الامام فهذا تعبير غير سليم الصحيح هو اخر مكان شوهد فيه الامام عليه السلام وهو السرداب لذا يقدسه الشيعة ، وليس كما ذكر
وفي ص /8 كتب سبب انتقال المعتصم الى سامراء بنصيحة من امه ان بغداد فقد ملئت بالفرس ولنذهب الى هناك ـ أي سامراء ـ .
من اين جاء الفرس الى سامراء يا حرم هارون الرشيد ـ ماردة جارية تركية ـ ولماذا لم تقل الاتراك ابناء بلدها الذين عبثوا ببغداد وهروب المعتصم الى سامراء اصلا ليتجنب مؤامرة الاتراك عليه ، نعم اصطحب معه جنده من الاتراك ولكن ليشغلهم ببناء سامراء بدلا من التامر عليه .
نعود الى الرواية واقول للكاتب ، طالما انت في المانيا فمن المؤكد يكون اطلاعك اوسع وانت الاديب الذي يعشق الادب ، فلو اتعبت اناملك ليداعب الكيبورد والعم كوكل لعلمت ان هنالك من هو قبل غابريل ماركيز كتب نفس القصة وبعنوان اخر وهما الانكليزي ( دبليو سومر ست موغام ـ ت 1966 ) والامريكي ( جون اوهارا ت 1996) وبنفس العنون ( موعد في سامراء ، الاول اضاف له عبارة (حيث لن يجدني الموت ) مع اختلاف بسيط جدا بين الثلاثة فلماذا لا يكون ماركيز سرقها من الامريكي عندما فازت قصة الاميريكي بالمرتبة (22) من بين (100) قصة ضمن اختيار دار تشر المكتبة الحديثة الامريكية سنة 1998 .
ولماذا لا نقول ان الثلاثة سرقوها من التراث العربي لفكرة قصة للنبي سليمان عليه السلام من مصنّفات السيوطي، المسمّى، "الحبائك في أخبار الملائك" وهذا نصها :" دخل ملك الموت إلى سليمان فجعل ينظر إلى رجل من جلسائه، يديم النظر إليه، فلما خرج قال الرجل: من هذا؟ قال: هذا ملك الموت. قال: رأيته ينظر إلىّ كأنه يريدني قال: فما تريد؟ قال: أريد أن تحملني على الريح حتى تلقيني بالهند، فدعا الريح فحمله عليها، فألقته في الهند، ثم أتى ملكَ الموت سليمان فقال: إنك كنت تديم النظر إلى رجل من جلسائي قال: كنت أعجب منه، أمرت أن أقبضه بالهند وهو عندك " .
اما قصة الثلاثة الانكليزي والامريكي والكولومبي هي :" رجع الخادم إلى بيت سيده وهو يرتجف خوفاً. ــ سيدي ــ قال ــ لقد رأيتُ الموت في السوق وقد أومأ إليّ متوعّداً. قدم إليه السيد حصاناً ونقوداً وقال له: ــ اهربْ فوراً إلى سامراء. هرب الخادم. وفي وقت مبكر من المساء، التقى السيد في السوق بالموت. فقال له: ــ هذا الصباح أومأتَ إلى خادمي إيماءة توعّد. فأجابه الموت: ــ لم تكن إيماءة توعد، وإنما استغراب. لأنني رأيته هنا، بعيداً جداً عن سامراء، حيث عليّ أن أقبض روحه هناك هذا المساء".
واخيرا للقارئ الكريم ان يطلع على ايهم سرق ممن سرق.
