الكتاب ... الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته الكاتب ... الدكتور محمد حسين الصغير

(حوار مع كاتب وكتاب) 516
   بعض المواقف غامضة في التاريخ ولا نعرف سر غموضها، وبين اعتراض الأنصار ورفض علي عليه السلام البيعة، يظهر اسم سعد بن عبادة.
      تذكر الروايات إن عليًا عليه السلام يقول : (أول من جرأ علينا الناس سعد بن عبادة) ، وبعض المصادر تروي إن ثورة سعد بن عبادة أرادها لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، اين الحقيقة في  هذا التضاد؟
الدكتور محمد حسين الصغير
رواية تضع سعدًا موضع الإتهام ، وتعده منحرفًا عن خط الإمام علي عليهم السلام، وسعد بن عبادة رجل من العرب حين رأى المهاجرين قد أبوا على علي عليه السلام البيعة صرفوها عن بني هاشم، طلبها لنفسه، ويقال أنه أراد أن يستولي عليها  ليسلمها إلى أمير المؤمنين عليه السلام، وكانت الأنصار عيبة علم علي، وهواها مع علي ، بعدما انتهى أمر السقيفة ندمت على ما فعلت، وتلاومت فيما بينها، وأرادت نقض بيعة الخليفة الأول.
*** 
صدى الروضتين :ـ وأين علي عليه السلام وموقعه من الفتنة؟
الدكتور محمد حسين الصغير:ـ  ماذا يفعل وفيه حرص كبير على أن لا تحدث الفتنة ، رجوع الأنصار عن بيعة طاشت وسرى مفعولها والعودة دون جدوى، والندم لا يحل قضية ولا يصنع شيئًا، الاحتجاج لم يغير حدثًا.
 دخلت بنو أمية في رحاب البيعة التي أبعدت بني هاشم ،وتغير خطاب القوم إلى تهديد وضرب أعناق ودم وقتال بلا هوادة، وهل بعد الإبادة فتنة أشد ، فكان على الإمام علي عليه السلام أن يجدد موقفه، اما أن يبايع دون قيد أو شرط أو أن يحتج، فاحتج وفاخره وامسك عن البيعة وهو لا يريد أن يفرق كلمة المسلمين، فالردة على الأبواب والناس حديثوا عهد بالإسلام والجاهلية ألصق بالنفوس، خشى أن تذهب دولة الإسلام ، والكثير من المستشرقين والمؤرخين انتبهوا لهذه القضية .
صبر علي عليه السلام والصبر على اقصائه هو الذي أبقى الإسلام إلى الآن وأبقى دولة الإسلام فكان موقفه عن رؤية ويقين ،وعلي لم يكف لسانه عن المحاججة.
&&&
صدى الروضتين ... الزهراء عليها السلام كيف كان فعلها؟ ، والاجتماع بين الناس كيف كان أثره على المقدس؟
الدكتور محمد حسين الصغير:-حرب الخليفة ضد الزهراء عليها السلام كان مسعى للنيل من قداسة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ،حرق الباب و كسر الضلع وإسقاط المحسن ووضع اليد على نحلة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، وحرمها من الميراث ولم يحرم أزواج النبي من ذلك، وأنزل سهم ذوي القربى أخذوا منها فدك والميراث والسهم المفروض ، اغتصب حقوقها المالية وانهى حقوق الزوج القيادية،اوصلها الى درب مسدود ، يخشى أن تجمع حولها الأنصار ويصبح هذا المال سندًا لدعم المعارضة والمقاومة لحكام السقيفة، أرادوا  أن يطعنوا بقداستها ومكانتها، و أن يصوروا للعالم إن الزهراء سلام الله عليها متظلمة وهي على موقف باطل ،والمسلمين جميعهم يعرفون الزهراء سلام الله عليها زاهدة بحطام الدنيا ، وأرادوا من خلال الزهراء أن يطعنوا بعلي وحكمته وموقفه ومعرفته بالشريعة.

حاججت الزهراء عليها السلام واقحمتهم ولفتت النظر العام في ظلامتها، وأبلت بلاء حسنًا إحقاقًا بالحق ، وارتجلت الخطبة الفدكية المعروفة.
&&&
صدى الروضتين:_ أين كان المجتمع والناس والرجال الرسالة المحمدية من المهاجرين والأنصار ، تظلم الزهراء وتقف بطولها وتعترض وتفضح الظلم والظالمين بلا أن تترك أثرًا اجتماعيًا وسياسيًا يقود إلى الثورة.

الدكتور محمد حسين الصغير:- حين يعمل الإنسان في تحليل بؤر التاريخ، ويدرس هفوات المجتمع الاسلامي القصدية ،ضد بيت النبي صلى الله عليه واله وسلم،  نجد الكثير من الأمور والتفاصيل التي اخفاها المؤرخون ولم يركزوا عليها ، بأن الزهراء لم تقدم في استنكارها سوى الخطبة  الفدكية ، ...عند مرض الزهراء عليها السلام ازدادت أواصر المجتمع النسوي بالزهراء عليها السلام بما تملك من أثر إجتماعي مقدس، تجتمع عندها نساء المهاجرين والأنصار ،فكانت تسقيهم من منهج الرفض بخطب رائعة تنتقد فيها المجتمع (قالية لرجالكن، لفظتهم  بعد أن عجنتهم وشائنتهم بعد ان سبرتهم ،فقبحًا لغلول الحد واللعب بعد الجد).
كانت مثل هذه الخطب لها تأثيرها مفعولها الإجتماعي طالما تأتي الرجال لتعتذر وكانت تقول لهم ( لا أمر بعد تقصيركم)، أوضحت لهم الخصائص القيادية لأمير المؤمنين والخصائص النفسية ،وبين ما ينتظر الأمة من الفتن وسفك الدماء واستيلاء الفوضى ،فالحقوق مصونة ولا الحرمات بذمة ولا الاحكام عادلة، وإنما هو السيف الصارم، والسطوة للمعتدي القاصم، والهرج الدائم المستمر واستبداد الظالمين، الفيء زهيد والجمع حصيد حيث لا تنفع الحسرة ،وقد عميت عليهم من كل الجهات.
وفي المقابلة مع رموز السقيفة أنهت حوارها لقولها إني أشهد الله وملائكته إنكما أسخطتماني وما أرضيتماني، وإن لقيت رسول الله لأشكوكما إليه.

محمد حسين الصغير.jpg