الدمعة سلاح ايضا

 تشابك الأمر حد السيوف  ونُزف في المهد الحتوف، وظُمئت القلوب، وشُجت النياط، وطُرقت الطبول، واُبتلت الأرض، وبُرزت النحور، ورُفعت الرؤس، وطُحنت العظام، واُحمر التراب، وصُرخت الأصوات، وحُرقت الخيام، ووُتر الرسول (ص)، وقُرعت الثغور، وعوت الكلاب، وقُيدت النساء، ونُزفت القيود، وضُربت العيال، وسُب ابن الرسول (ص) واُحتفل الجُهّال، واُطرب الفُسّاق، وهُلل بالرؤس، ونُثرت على أثرها الورود، وهُتف عاش خليفة الرسول (ص)، وهُتك الحق لا بل قُتل الرسول صلى الله عليه وآله،

ونُعيت كربلاء قبل أن..... وذُبح الحسين،  بعدما اكتظ الحسام    بقبلات الرسول، فما امتنع اللعين! 
، الا ومن القفا حز الحسين

وزينب تهتف وا غريب
، وسُمع الصوت وما من مجيب!!
الا سهاما  من نار ولهيب،! 
وسُلب الذبيح
، وأُمطرت الدماء،وسُيقت النساء ، وتقدم المسير  ، أمامنا الذبيح ! محمولا بأشفار السنان!
لقصر يزيد... تلك هي مسيرة الدموع  التي خطها العليل  بالدعاء والبكاء وجدد بالحزن كربلاء والنصر كل النصر للدماء، والفتح كل الفتح بالشهادة والبكاء، وفند ما قالته الأعداء :يا حسين الا تتقي الله تخرج من الجماعة... !

يا لهول المقال

وهل يعول على الجهال!؟! 
فقد خطب القاتل بالقوم باللسان والسنان  :يا قوم يا قوم، إنها لدمة بلدمة وصدمة بصدمة، كم خطبة بعد خطبة، وموعظة بعد موعظة،... واخذ يشهق شهيق  الجذلان واكمل نصه بصوت عال   :
حكمة بالغة فما تغني النذر، والله لوددت ان رأسه في بدنه وروحه في جسده، احيانا كان يسبنا فنمدحه، ويقطعنا ونصله..."ثم غير النبرة"،كعادتنا وعادته.... "ثم اطلق استفهاما مخاطبا  به الجمع " كيف نصنع بمن سل سيفه يريد قتلنا؟! 
الا ان ندفعه عن أنفسنا... 
فا عترض له آخر "عبد بن سائب" قائلا :لو ان فاطمة حيّة فرأت رأس الحسين عليه السلام لبكت.

فيا له من جواب  واستنتاج "لو ان فاطمة  رأت  رأس الحسين عليه السلام لبكت!! 
ترجم اعتراضه بالعاطفة، لا بالحجةو العصمة لا بالقرابة والحرمة، فما أشدك جهلا! يا هذا! 
حتى تمكن منك ابن سعيد في جوابه قاطعا ما بعده من سؤال 
مرددا بكل غرورا وافتخار :نحن الامويين أحق بفاطمة،..." وقد أثيرت في النفوس سؤال" كيف "، فأجاب :
ابوها عمنا وزوجها اخونا وإبنها ابننا.

بلفظ تلك العبارة والرؤوس شواهد بلفظ المفرد" ابنها ابننا "من يقصد الحسن ام الحسين؟! 
هكذا يتم التلاعب بالعقول حيث استثنى  الحسين عليه السلام من نصه، كي يتمكن المبدأ الأموي بالرسوخ في اذهان العوام  لبيان سبب خروج  الحسين عليه السلام على حكم الشام  على انه  خروج على حكم السلطان وتفريقا للجماعة بنداءات تعالت في اروقة الكوفة تشيد بذلك  "الزموا طاعتكم ولا ترتابوا في قتل من مرق من الدين وخالف الإمام، هذا ما بثه الفكر الأموي بين الناس . 

يا لعظم المصيبة! وهول المقال! 

حتى تجد جماعة من الموالي معزين عبدالله بن جعفر بن أبي طالب بقتل الحسين عليه السلام بعبارة يندى لها الجبين :هذا ما لقينا، ودخل علينا من الحسين. 
معزين ام شامتين عجبا عجبا! 
لذلك كانت الدمعة سلاح علي بن الحسين عليه السلام فغير الموازين، وأعلن ان النصر نصر الحسين، المنتصر  من خالف الطغاة، و ما استسلم للباطل ووهب للحق الحياة . 
مرددا :انا ابن من قتل صبرا، وكفى بذلك فخرا "

تلك هي حكاية البكاء ورسالة السماء بلون الدماء من نحر سيد الشهداء

حمل_الرؤوس.jpg