سماحة السيد ليث الموسوي والمسرح الحسيني

 المسرح الحسيني رسالة مرئية تعبر عن المضامين الفكرية والوجدانية وواقعة الطف الحسيني تحمل بين طياتها ما يعزز الاتصال بين الاجيال عبر الفنون الحية لتجسد المعنى والمضمون كالمسرح الحسيني الذي نشأ جماهيريا وبشكل عفوي  اليوم تبعث فكرة المسرح الحسيني لتركز على القيم الإنسانية النابعة من ايمان واعتقاد غرستها فينا الواقعة ، ما نحتاجه اليوم من المسرح الحسيني هو ترسيخ الاثر الوجداني ودلالات الخير ، ويرى سماحة السيد ليث الموسوي وهو احد مؤسسي مؤتمر تأسيس المسرح الحسيني اكاديميا في العتبة العباسية المقدسة ،
تصدي النخب الواعية في المجتمعات الحية لتوظيف مهاراتها وخبراتها، لما يدعم مبادئها وأصول موروثاتها الصحيحة، باعتبارهم يعيشون بين حنايا المجتمع الذي نشؤوا فيه، وهذا بالطبع ديدن كل نخب مجتمعات العالم، كل حسب مشربه وما ينتمي إليه، وذلك هو جزء من الوفاء لتلك المبادئ والموروثات؛ لأنها تعد بنظرهم أصل هويتهم وانتمائهم لجذورهم، فضلاً عما إذا كانت لها علاقة بما يدينونه وبما يعتقدونه، بقطع النظر عما اذا كانت تلك المبادئ والموروثات حقة أم لا، أو إنها تمتلك القدرة على استيعاب همومهم ومشاكلهم أم لا؟ فكيف فيما اذا كان الموروث لا يشاكله في الأحقية أي موروث آخر، وقد ارتكز على مبادئ فيها القدرة على دفع همومهم، بل وحل مشاكل البشرية جمعاء أينما حلت، ومتى ما وجدت، حيث رسمت أطرها العامة رسالة خاتم الأنبياء (ص)، وركز دعائم تفصيلاتها أئمة اهل البيت (عليهم السلام )، وأسس للحفاظ عليها من أي انحراف سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام).
 ومن هذا المنطلق، وعلى هذا الأساس نرى هذا الجمع المبارك لثلة طيبة ونخبة مبدعة، قد لبت الدعوة للمشاركة الفاعلة في هذا المهرجان السنوي المسرحي الحسيني، إيماناً منها بالوفاء لأسمى موروث وأرقى فكر ومبادئ حملتها أهداف النهضة الحسينية المباركة. والارتكاز اولا  على أهمية النص ؛ لأنه يعتبر العنصر الأساس في كل عمل مسرحي، ونحن ندرك الصعوبات التي تواجه كاتب النص المسرحي منها تعامله مع حوادث تخص شخوصاً مقدسة من جهة، ومن جهة تعامله مع حوادث بعينها، لها عظيم الارتكاز والثبات في أذهان جل المتلقين، فتفرض عليهم تقييدات ومحددات تخلق له ساحة محددة، تمنع إطلاق عنان مخيلته الأدبية، مما لا يجد بداً إلا بالتحرك بمساحات أُخَر، تبيح له الاشتغال بحرية. وطموح الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة، وسعيها الجاد في احتضان المبدعين، وأعمالهم المثمرة لا يقف عند حد أو شكل مهرجان، أخذ اطاراً معيناً، بل انها تأمل أن تتضافر الجهود الخيرة لإنتاج ما يمكن أن تتبناه وترعاه، فيتسع في هذا المهرجان أو غيره، ليستوعب تخصيص مسابقة أخرى في مجالات أُخَر.
ضرورة وجود أرضية للنقد المسرحي، تقوِّم الأعمال المسرحية، وتتجه بها نحو الأحسن والأفضل.

المسرح الحسيني.jpg