تُقال هذه الكلمة بعد محاولة تصحيح الخطأ أو نقده أو النهي عن منكر، ومعناها: لا تتظاهر بالشرف
يُذكّرنا هذا المعنى بكلمة قيلت في عهد نبي الله لوط…
فما هي؟
بعد أن نهى النبي لوط قومه عن أفعالهم الشنيعة، كان جوابهم: (وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوۡمِهِۦٓ إِلَّآ أَن قَالُوٓاْ أَخۡرِجُوهُم مِّن قَرۡيَتِكُمۡۖ إِنَّهُمۡ أُنَاس يَتَطَهَّرُونَ).
هل تعلمون أن كلمة (يتطهرون) تحمل نفس معنى: (يستشرف)، فقد فسّرها صاحب تفسير الأمثل: «أنهم يريدون بهذه العبارة أن يتهموا ذلك النبي العظيم وأتباعه الأتقياء بالرياء والتظاهر بالتطهر.»
ويقول صاحب تفسير مجمع البيان: «عابوهم بما يجب أن يُمدحوا به»
لا أشبّه الناس بتلك الأقوام، لكن معنى المفردتين متشابه.
لا يمكن تبرير الخطأ بأن المقابل يخطئ أيضاً، والحق لا يُلغى لأن القائل به غير كامل، وإلا لما فُرض الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الناس ولجُعل من صلاحيات المعصومين فقط، مع العلم أن من يقول: "لا تستشرف"، يقولها من دون معرفة المقابل، فقد يكون مؤمناً فعلاً.
عن رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: قيل له: لا نأمر بالمعروف حتى نعمل به كله ولا ننهى عن المنكر حتى ننتهي عنه كله؟ فقال: لا، بل مروا بالمعروف وإن لم تعملوا به كله وانهوا عن المنكر وان لم تنتهوا عنه كله.
[وسائل الشيعة، ج١٦، ص ١٥١]
