في كل مرة يمرض فيها والدي أو تتراجع صحته
أصبح عصبية جدا صعبة المزاج مع كل من حولي نتيجة الضغط النفسي الذي أحسه أحاول الهرب من النظر إلى وجه ابي اتجنب دخول غرفته إلا قليلا يؤلمني السؤال عن تطورات صحته لا أتمكن من تقبيل وجهه أو جبينه
أقف خلفه وأقبل كتفيه أو شعره الكثيف حتى تتحسن صحته فتعود لي الحياة وتعود لي هيبتي ونصري المبين تعود قامتي وتتألق مشيتي، و أستعيد سنحتي الفرحة، وفي حالات مرضي أو سفري أو حتى في حالات سعادتي ترافقني أشياء ابي واحيانا ارتدي بعض ملابسه لأتحصن واتصبر برائحته وتهدأ قلقي عليه خلال ساعات الدوام الطويلة.
وهنا استذكر عيال الحسين (عليه السلام وأكرم التحية)
سيدي يا أبا عبدالله أعتذر إليك لم أطق أن أرى المحاليل في وريد والدي، كيف شاهد صغارك وريدك المحزوز وماذا لو رآك جدك (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو الذي لم يطق بكاءك صغيرا فكيف لو شاهد دماءك؟
ولم يطق تعثرك بردائك في مسجده فكيف لو شاهدك مسلوب العمامة والراء؟
ولم يطق تأوهات عمه العباس أسيرا مقيدا فكيف لو رأى تصفيد عياك؟
ولكم أحسن إلى يتامى حمزة وجعفر(عليهما السلام) فكيف لو رأي يتاماك وبأي حال يامولاي
وهم ينظرون الحيرة بوجهك
وقد احاط القوم بك أعان الله قلبهم وهم يرونك يا عزهم وجلالهم تجود بنفسك وانت الحنون الذي جمع حسك السعدان قبل ليلة العاشر من محرم مخافة أن يصيب اقدامهم المباركة يوم الفزع،
تلك الأقدام التي جاءت من سلالة حملة راية التوحيد و من ضرب بخراطيم الخلق حتى قالوا لا إله إلا الله تلك الأقدام التي تقبلها الجنة وسكانها وتتبارك بحداثة وراثتها لسيد الخلق كنت تعرف أي العيال عيالك وكانوا يعرفون اي أب أنت
كنت تعاملهم من مبدأ العارف بحقهم وقدسهم لا من مبدأ الاب الحنون فقط،
و أنت جنة الحنان المحرمة على الفناء
أعان الله قلب عبد الله بن الحسن السبط ( عليه السلام) وهو يشاهدك وقد أحيط بك واعياك نزيف فيفر من الخيمة وهو ابن الحادية عشرة ليقول قولته الخالدة (اتضرب عمي يا ابن الخبيثة)
و يتركها صفعة بوجه من انكرك وتخاذل عنك بوجه من نزع الشرف والغيرة من سلالتهم وذرارييهم
ثم تقطع يده دونك أي لحظة تلك طفل لا حول ولا قوة وهو القوة بسطوة اجداده
يدافع عنك بيد عزلاء لكنها لو رفعت إلى السماء لأطبقتها على الأرض، ثم تقطع لترتفع حيرته وحيرتك فتخاصم بجده كل ظالم وتحتسبه في الصالحين ليذبح بحجرك بعدها
أعان الله قلب عيالك وهم يشاهدوك مسلوب العمامة والرداء ولم يبق لهم ما يواسيهم من ثيابك و رائحتك و قد نعمت الجنة بها.
أعان الله قلبك يا بن سادات وهو يستقبل رعبهم وذعرهم وحزنهم عليك.
سيدي نقول بقولك ونخاصم بجدك سيد الكائنات كل ظالم متعدي على كل شعرة من رأس كل طفل هاشمي أو ذرة تراب مشى عليها ونقدم في هذا السيد الهاشمي الذي قضى بحجرك ليذل الأبد بموفقه، وليس غريبا عليه و هو سليل النبوة وبيت الوحي الذي عرى أنساب من قابلوك وفضحها في أيام خلت من تحاليل الكشف الوراثي.
4:12 م
