فكرة ان ابحث في الطف الحسيني عن بطل متفرد له مميزات تختلف عن الآخرين ،فتلك فكرة صعبة المنال، جميع من شارك في الطف ابطالا لذلك لا احد امتلك ميزة التفرد دون اهل البيت عليهم السلام ، واقعة الطف هي بطولة جماعية او بمعنى انصهار جميع هؤلاء الابطال ظلا للحسين عليه السلام ، كان هو البطل الذي تسامى في قلب كل مقاتل وبطلنا اليوم هو (الحجاج بن زيد) من بني سعد ، من شيعة البصرة وفرسانها وعندما ارسل الامام الحسين الى رؤساء القبائل الخمسة في البصرة ، كتب يزيد بن مسعود بن عمر الاسدي احد الخمسة الى الحسين عليه السلام يعلن وقوفه وقبيلة بني سعد الى جانبه ثم دفع الرسالة الى الحجاج بن زيد ليوصلها الى الامام الحسين عليه السلام،
دراسة واقعة الطف تقدم لنا الكثير من الرجال الابطال الذين ادوا اثرا بارزا فكان كل مقاتل منهم هو قائد كبير بدرجة ثائر وبرتبة شهيد، أوصل الأمانة الى الحسين عليه السلام، رسالة بني سعد اليه وبقي الى جانبه مقاتلا مدافعا عنه واستشهد في واقعة كربلاء ورد اسمه في زيارة الناحية المقدسة
ننظر الى كل قائد من هؤلاء الشهداء نجده يمتلك تاريخا اجتماعيا كبيرا منهم القراء ومنهم عينة المجتمع ،ومنهم الوحيد الذي نذر حياته للحسين ، انا اطمح ان يقرا تاريخ هؤلاء الابطال من قبل علماء الفلسفة لنقف عند حكمة الطف الحقيقية فالمؤرخ يقرأ الواقع لكن الفيلسوف يبحث في عبقرية كل شهيد من شهداء الطف ساهم بصناعة حدث بقوة الايمان والعقل والشهيد الحجاج بن زيد السعدي كان ابوه زيد وفي بعض الروايات يزيد الى جنب الامام علي عليه السلام وشارك في حرب صفين وكان احد العظماء شريف في الاسلام وصاحب مروءة هو الشهيد الوحيد من بني سعد البطل الحقيقي هو من يساهم في خلاص الشعوب من مظلومية الحكام وموقف الحجاج مع الحسين هو احد اسس تقديسنا له شهيدا شفيعا، فالبطل الحقيقي ليس ذلك البطل الذي تصنعه العروش ،البطل هو الذي تصنعه الميادين والتضحية وروح الفداء والحجاج هو ابن زيد بن جبلة ابن مرداس من اهالي البصر شريف في الاسلام ومن اصحاب الامام علي عليه السلام ، قال ابن حجر له مواقف جدل كبيرة مع معاوية ويقول الأحنف بن قيس طالما فرقتنا النعال الى زيد بن جبلة نتعلم منه المروءة ، اراد عبد الله بن عامر والي البصرة لمعاوية ان يجعله على شرطة البصرة فلم يقبل وقال يعقوب ابن الشيبة عند ابن عساكر انه فعلا كان اول صاحب شرطة، والشيعة ينظرون الى مقام البطل المضحي مع الحسين عليه السلام بانه قريب من النفس ومعبرا عن تطلعاتهم في نصرة الحسين عليه السلام، جميع انصار الحسين لهم خصال نبيلة ونادرة تحدت الموت وتجاوزته الى حياة الخلود، حين حمل الحجاج رسالة بني سعد الى الحسين عليه السلام كان مهيئا للمسير الى الحسين بعدما سبقوه جماعة من العبديين ساروا اليه والتحقوا به ،قال له الحسين آمنك الله من الخوف وعزك وارواك يوم العطش الاكبر،
التحق اليه بمكة وسار معه الى كربلاء واستشهد الحجاج يوم عاشوراء في اول هجوم شنه جيش عمر بن السعد واغلب المؤرخين يذكرون ان استشهاده بعد ظهر عاشوراء فالسلام على الحجاج بن زيد السعدي ورحمه الله
