الموكب الحسيني حرب على الالحاد

 هم يقولون ان الفكر هو المقياس الذي يميز فيه الانسان معتقده ،ولكنهم يعتقدون بنمطية التفرد بأشياء لا تحتاج الى تفكير او لنقل لا يبذلون لتمحيصها اي فكر واللطيف في الامر انهم يستشهدون دائما بعلماء الفلسفة الحديثة لترسيخ الحادهم ويركنون اي فيلسوف لا يؤمن بالإلحاد ، وعندهم القابلية ان يركنوا فيلسوفا بحجم جون لوك الذي هو من الفلاسفة الكبار في تاريخ تطور الفلسفة الحديثة لانه اعلن رفضه التسامح مع الملحدين ومنكري وجود الله سبحانه وتعالى (لا يجوز ابدا التسامح مع من ينكرون وجود الله؛؛لان استبعاد الله حتى لو كان بالفكر فانه يحل كل شيء وفضلا عن ذلك فان من يقوض بالحاده ويحطم كل دين لا يمكنه باسم الدين ان يطالب بحق التسامح معه)
ومن الجميل ان نقرن الفكر بالعاطفة في اداء المواسم العاشورائية فقد كان المنبر الحسيني في السبعينيات من القرن الماضي محمل بالفكر المحاور والذي اهتم بمحاورة الفكر الالحادي ، ومن المناسب ان يخصص خطباء المنبر العاشورائي جهدا في ترسيخ ثوابت الايمان عند الشباب وتحصينهم من اي تأثير بالمستورد الفكري، وزرع جذر سلوكي اسلامي محض فكريا ومن متابعتي للمنبر السعودي في القطيف وجدت اهتماما كبيرا في هذا الشأن وكان ابرزها مجلس الملا علي الباقر يناقش موضوع الالحاد واسبابه ودورنا في صد هذا الفكر لتحصين الشباب ،الشيخ محمد ال عمير خصص محاضرات بعنوان دعاية الالحاد الجديد، والسيد حسن النمر محاضرات بعنوان جدل الايمان والالحاد ،والشيخ هاني الصنابير حوارات مع الملحدين ،يرتبط السلوك الانساني بقضية الوعي الفكري واثره على موضوع الثقة بالنفس ، لهذا يحاول العابث ان يتشبث بالقضية الفكرية وخاصة قضية عاشوراء والرمز الحسيني الشامخ، ما حدث في هذه السنة، شيئا مهما لابد ان ندرسه لنعرف المعاناة النفسية التي سببها الملحد نفسه ، ونحن في العراق لا نملك ملحدين بمعنى الالحاد وانما نملك لا دينيين يعبرون عن انفسهم بالإلحاد، والذي حدث ان لافتة رفعت بعنوان (موكب ملحدين العراق/يستمد دروس الانسانية والتضحية والتعايش من عاشوراء الامام الحسين عليه السلام)هذا ما مكتوب على اللافتة وربما يتعامل البعض معها على انها مجرد موضوع عابر لكننا لابد ان نقف امام هذه الحادثة بشيء من التفكر
 (اولا)
هناك تزييف الكتروني كشفته مواقع متخصصة فالصورة مفبركة تم التعديل عليها والعبارة الحقيقية هي (موكب اهالي زمار) واللافتة الحقيقية رفعت عام 2019م  لمجلس عزاء في قضاء تلعفر وتداولتها المواقع عام 2021م
 (ثانيا)
هناك فرق بين اللاديني والملحد اما من ينظر الى موضوع المبدأ والدفاع عن المبدأ فهو ينظر الى الحسين عليه السلام عبر الدين بانه أيقونة الحرية والثورة ضد الظلم ومثالا للنضال الايجابي ومنار للعدل والاصلاح تجلت ثورته الإنسانية بالملحمة الحسينية، (ان لم يكن لكم دين فكونوا احرارا في دنياكم)  الشباب اليوم منجذب بقوة  الى عاشوراء يضع كل النظريات الفكرية جانبا ليصهرها في الموكب الحسيني ولهذا رفع اللافتة المزورة هو  تعبير عن رغبة مكبوتة في الضمائر لكن يبقى شيطانهم اكبر من امانيهم، هل يريدون موقف الحسين عليه السلام دون دينه ومذهبه وخالقه ليصبح شيعي غير مسلم ، تلك معضلة يصنعها البعض  نكاية بانصار السلطة الاموية الذين يظهرون السرور بمقتل الحسين والفرح بموته وتوظيف النصوص لشرعنة اكبر جريمة في التاريخ هي  قتل الحسين عليه السلام ، اي بمعنى ان حب الحسين عند هذا النمط يكتفي بالحسين ثقافة لا دين، مثل اعياد الميلاد يمارسونها خارج الاطر الدينية، نوع من انواع الثقافة كل الاديان تحتفل ونحن لا نريد احتفالا يبعد الحسين عن هويته الثورية وانتمائه الاسلامي ليحتفي الشباب من اي هوية كانوا بالحسين عليه السلام مسلما عابدا مضحيا من اجل الدين وعدالة الدين، وهذا معنى ان اللا ديني لا يريد ان يقارن بالسلفية والارهابية في النصب بل اغلبهم يحب اهل البيت عليهم السلام ويؤمن بان السماء بكت الحسين دما ويعتمدون على بناء تصور فلسفي حول الكون والوجود ،والالحاد لن يرقى الى مستوى الظاهرة في العراق، عاشوراء هدم كل النظريات الإلحادية حيث يوجه كل عام الشباب على مرتكزات ايمانية واسس يقينية، لان الجهاد الحسيني وعاشوراء واقع اكبر من النظريات والملحدون لا يملكون دليلا على نفي وجود الله والمعطيات الاجتماعية والنصية لا تمكنهم من بناء رؤية امام تكية الموكب حسيني يؤسسه اطفال حارته من مصروفهم الخاص فتراه ينجذب الى الحسين بقوة وهذه العقيدة ليست من فراغ عاشوراء تبني هوية للشباب تحقق لهم الشعور بالانتماء الى هدف الحياة تفاعل شعوري وفكري مع الرمز القيادي للنهضة الحسينية الحسين عليه السلام.

5da9b0fa97a6a.jpg