• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : قراءة في خطبة الجمعة سماحة السيد احمد الصافي ١٨ذو الحجة١٤٣٩ موفق ٣١/٨/٢٠١٨ .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

قراءة في خطبة الجمعة سماحة السيد احمد الصافي ١٨ذو الحجة١٤٣٩ موفق ٣١/٨/٢٠١٨

 ثقافة الخطيب تلعب دورا مهما في التأثير على المتلقي، مفهوم يؤكد عليه معظم الدارسين لان من متطلبات الخطيب امتلاك القدرة والمهارة اللازمة لتوصيل وتوظيف المادة التي يسخرها للدرس والوعظ، اهمية هذه المعرفة انه يعيد صياغة التاريخ واحداثه وشخوصه  بوعي التجدد، كل حدث تاريخي يتنامى عبر مساره الزمني ،فاين نحن من ذلك التنامي؟ سماحة السيد احمد الصافي يستثمر الحدث التاريخي ليعامله معاملة الوجود النابض بالحياة بهذه الفاعلية تعامل مع( عيد الغدير) استثمره من حيث مصدره قال النبي صلى الله عليه واله وسلم في هذا اليوم اكتمل الدين،
لا يعني نقل احداث ومعلومات ولا استحضارها من باب الاستذكار بل السعي لإعادة نفس المعاملة الجماهيرية التي سعى لها النبي صلى الله عليه واله وسلم بإرادة الله سبحانه ، بلغ المسلمين بالولاية  وقد تعرض هذا الحدث التاريخي الى التمويه والتحريف وانكار معناه، بعدما بلغ النبي بما بلغ نصب الامام علي عليه السلام اميرا للمؤمنين ،سلبوا منه الخلافة وعزلوا ائمة اهل البيت عن الامر هذا ما افرزه لنا الواقع التاريخي ، كيف سنتعامل اليوم مع هذا التاريخ ؟البحث عن الاثر الذي يعد في كل جوانبه عصيانا لأمر الله سبحانه وتعالى، الرفض المبدئي لهذا العصيان هو ايمان لا يخضع  لمتغيرات زمنية ولا لتقنية ما ، بل يزداد فاعلية عبر التاريخ الانساني ما دمنا نحتفي بهذا الانصاف التاريخي عيدا،
يركز سماحة السيد احمد الصافي على قضية مهمة في هذا الخطاب ،ان الموقف المنصف ونصرة الحق تعود على الانسان كحالة من حالات البهجة والسرور في يوم سيكون هو اشد الحاجة لها، كيف كان هناك الامام علي عليه السلام وهو يكابد تلك المعاناة نكران الوصية محاربة وتجهيل وسلب حقوق وعقوق المجتمع لأهل بيته بجفاء، علمنا الامام السجاد حكمة من صلب هذه المعاناة حكمة جده الامام عليه عليه السلام،  لم يستطع الغضب ان يخرج المؤمن عن رضا الله حكمة جاد بها يوم الغدير مدرسة اهل البيت عليهم السلام مدرسة تربوية في سيرتها  وحياتها وحكاياتها ومعاناتها وتفاصيل وجودها، واضافة الى القيم المعرفية التي ننهل منها يصير التاريخ منهلا معرفيا متجددا ومنسجما مع روح العصر المتمسك بقيم الايمان،
وقف الخطاب عند النقطة المهمة اذا رضى الانسان لابد ان يكون هذا الرضا هو عينه الرضا في الأخرة يعني لا يحزن في الأخرة على رضا في الدنيا، رضا الدنيا جلب له المعاصي هي دعوة، الاستثمار التوازن النفسي التوازن عند الانسان مطلوب ويقول للإمام الباقر عليه السلام ان المؤمن لو نزل بين الرجاء والخوف لما زاد هذا على هذا حالة التوازن، الامام عليه السلام يدعو الى الله سبحانه وتعالى الاحتراس من الزلل في الدنيا والأخرة في حالة الرجاء والغضب ، من اهم مميزات خطاب الجمعة الفكرية انه يصوغ المضمون  بتعزيز دور الثقافة ودور الوعي ودور المثقف ليستثمر تلك المعاني لتأهيل المجتمع الى دوره الانساني ، عبر هذا الوعي كان حرص الدعاء الاحتراس من الزلل اذا تعلم الانسان التوازن في الرضا والغضب سيكون متوازنا طوال حياته ،غضبه لا يخرجه عن طاعة الله ولا فرحه يخرجه عن اللياقة الاجتماعية ينبهنا الخطاب الى بعض الامور المهمة يسال هو الا توجد حالة من حالات الفرح الا بالمعصية يمكن ان يفرح الانسان ويأنس وهو باقي في ساحة الله سبحانه وتعالى، استثمر الخطاب الحدث التاريخي الغدير ليعالج من خلاله امور تعيش في الواقع الانساني اليوم، كثير من مظاهر الفرح تخرج الانسان عن توازنه مجموعة من المفاسد تحدث في حالة الزفاف مثلا اين دور الاب ؟ الام ؟ الاصدقاء؟ هل كل من تزوج عصى الله تعالى؟ مثل هذا الخطاب سعى لتهذيب المجتمع ولبناء المستوى الثقافي العام، قراءة المجتمع قراءة واقعية من اجل معرفة ما ينفع لمعالجة الخلل الاجتماعي ،الانسان في عرف الامام السجاد عليه السلام يقدم طاعة الله تعالى على سواها، لا يجامل على حساب الحق كي لا تشمله معصية الله، يعلمنا سماحة السيد احمد الصافي ان الامر لحد هذا هو كافي بان يحول الغضب الانسان ويخرجه من كونه صاحب حق الى ان يصبح صاحب باطل، اللسان لو تركناه لوحده لأوردنا المهالك ،الجوارح تنادي اللسان الله الله فينا
والناس  لا يوقعهم الا حصاد السنتهم، هذه القراءة ممكن ان تشكل الوعي الانساني لمعرفة ماهية الانسان، قيمة وجوده افكاره تصوراته، هل يمكن عند طاعة  الائمة عليهم السلام الامام السجاد يصل به صبره وحفظه على  سلامة دينه ان يحذر لعدوه من نفسه وهذه منهجية اهل البيت الاخلاص في طاعة الله، والظلم يعني سلب الحق بمعنى المظلوم صاحب حق يأتي السؤال ما هو حقك؟ سماحة السيد احمد الصافي وفي جميع خطاباته يعلمنا ان قول الامام المعصوم له مفاهيم ربما تفوق ظاهرا اللفظ انعكاسات مداليل حياتية نعيشها اليوم في الواقع المعاصر ،والقول المعصوم قبل قيل القرون اليوم نجد ان الكثير  من امور الباطل يسايرها المجتمع لكونه تعارف عليها ،اختلت التوازنات، الناس ابتعدت عن الشرع وقعت في ظلم وامور اخرى ،حقوق يتنازل عنها من لا يمتلك حق التنازل يتصدى اليوم كبير القوم ليتنازل عن حق الايتام هناك اشتغال ثقافي علمي يبحث في ثلاث اهل البيت عن ما ينقصنا وما ينقص الواقع المعاصر الذي نحياه لو تمسكنا بهذا الموروث لما راينا في كل يوم بدعه جديده الانسان لا يعرف الحق عليه ان يتعلم لا ان يجتهد لنفسه ويكون ترسبات معرفه قد يتأثر بها غيره ايضا لا اجامل اذا قلت اننا كمجتمع بحاجة الى مثل هذا الخطاب الفاعل وهو يوصي كبار المشايخ والمتقدمين في النزاعات يقول لهم على الذين يعلمون ان ذهابهم في النزاع سيؤدي الى طمس حق او اكل مال بالباطل يجب عليهم ان لا يذهبوا ولا يكثروا سواد الباطل، ا نحن في عمق الواقع الاجتماعي ويقترب اكثر من مفهوم المشكله (المشكله بعد ما تشيع تسهل) تلك حكمة لابد ان نتمسك بها ، ان نترجمها في حياتنا اليومية يقول البعض تعودنا على ذلك ورثناها ابا عن جد ،، هذا الشأن هو الذي يحمله الانسان ليواجه به ربه تبارك وتعالى  يوم القيامة
..تلك هي القضية




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=209395
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 10 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 10 / 23